علومي
Would you like to react to this message? Create an account in a few clicks or log in to continue.

قصة مترجمة ... قصيرة و رائعه " الدفاع الأخير "

Go down

قصة مترجمة ... قصيرة و رائعه " الدفاع الأخير "  Empty قصة مترجمة ... قصيرة و رائعه " الدفاع الأخير "

Post by شجون Wed Jul 21, 2010 3:26 am

الدفاع الأخير:

كان رئيس المحكمة يتحرّك على كرسيه الناعم الدوّار.‏

يستنشق نفساً جديداً، ويقول: "الكلام الأخير هو هذا: المتهم، يعني "باسم
رحمتى" بن "حسن" بلا مقدمة وبلا سبب، أغمد سكين المطبخ حتى قبضتها في بطن
زوجته، يعني "منيرة ثابتى". فلو كان المتهم أو وكيله يريدان قول شيء ما،
يمكنهم بيان ذلك كدفاع أخير"..‏

صرخ شخص بين الحاضرين: "أي دفاع؟ قتل بهذا الوضوح لايحتاج إلى دفاع".‏

خال المقتولة الذي كان جالساً خلف هذا الشخص يعتقد:‏

ـ في أي مكان من الدنيا جرت العادة أن تعطى فرصة لقاتل ,وجانٍ إلى هذا الحد؟‏

طرح وجهة نظره هذه بغيظ عنف حتى إن المتهم يعني باسم رحمتي بن حسن رجع إلى الوراء وبكامل البرود قال له: "لطفاً اخرس أنت!"..‏

رفع رئيس المحكمة يده بمتانة وضرب ثلاث ضربات على الطاولة لتجنب الاستمرار
في البحث والمجادلة، نهض وكيل الدفاع من مكانه ليقف خلف المنصة، لكن
المتهم، يعني باسم رحمتى بن حسن، أخذ يده وأجلسه على الكرسي، وقف خلف منصة
القضاء بثقة بالنفس وصلابة، كان ذا قامة طويلة، وجسد نحيل، وشعر مبعثر
توضع البياض على طرفي جبهته، ولحية ناعمة وخفيفة، لا حاجة لها إلى
الترتيب.‏

كان يحاول بشكل محسوس أن يظهر نفسه بمظهر الهادئ ، لكن حزن عينيه الواضح
كان يفشي ذلك، وليكون على ثقة أن الجميع يسمعه، نفخ عدّة مرات في مكبر
الصوت وبدأ بلا مقدمة.‏

ـ إني سأعدم، وأقبل بذلك، لكن لدي أربع كلمات لن أدعكم تعدموني دون أن أقولها.‏

يصرخ خال المقتولة: "أنت وكلماتك؟ أنت لو...‏

يدق رئيس المحكمة على الطاولة ويجيب المتهم ببرود أعصاب: "أنت كأنه كان من المقرّر أن تخرس، فما الذي حصل..؟"..‏

يصبح خال المقتولة أحمر اللون. ينهض من مكانه يرفع يده يريد أن يقول شيئاً
ما، فيدق رئيس المحكمة على الطاولة ويصرخ: "سكوت"..ويتابع المتهم، يعني
باسم رحمتى بن حسن:‏

ـ إنكم ثائرون بلا فائدة، فبعد أن أنهي كلامي سيكون عندكم وقت طويل
للكلام، أما أنا فعليّ أن أقول ماعندي بسرعة وأعدم. ويمكنكم بعدي أن
تعقدوا جلسات كما تشاؤون، وأن تتكلموا بما تريدون فلا كلام عندي... بالطبع
القاعدة أن أجلس أنا ويتكلم المحامي. إنه بالتأكيد يتكلم أفضل مني بكثير
وكلامه أفضل أيضاً...‏

يبتسم محامي الدفاع برضى، وينهض عن الكرسي، ويهز رأسه شاكراً ويجلس ثانية.‏

أما المتهم، باسم رحمتى فيتابع:‏

ـ والسبب أني لم أدعه يتكلم هذه المرة، هو أنه لم يتكلم بما عندي، إن رئيس
المحكمة والحضور يعلمون أفضل مني أن المحامين غالباً يأخذون المال ويجعلون
الحق مكان الباطل والباطل مكان الحق. يضطرب‏

محامي الدفاع ويصرخ: " سيدي رئيس المحكمة!‏

إن المتهم مجنون".‏

لا يجيب الرئيس، ويتابع المتهم باسم رحمتي بن حسن:‏

ـ سيدي محامي الدفاع! إنك تلوّث دمك بلا سبب، فلو حُكِمْتُ، أوبُرّئت، ستتقاضى مبلغاً من المال، فدعني أقول ما عندي.‏

وبخصوص المحامين، أضيف هذه النقطة، هي أن عملهم الذي يقومون به هو عمل صعب
حقاً. فالإحاطة بخفايا وثغرات وانحرافات القوانين ليست بالأمر السهل،
الإحاطة التي تستطيع أن تجني مواداً بهذا الجفاف. في كل لحظة إلى جهة
وأحياناً تستنبط نتيجتين متضادتين في موقعين متفاوتين. لكن السبب في أني
لم أعط الفرصة لوكيلي للتحدث لم يكن بقصد التبرئة ، فإني أتصور أن ظهور
الحقيقة أفضل من براءتي، تفضلوا! فهذا أيضا شعار للمحكمة. لو ظهرت الحقيقة
أفضل من أن تظهر براءتي.‏

ضحك وكيل الدفاع ورئيس المحكمة مثل الباقين من هذه الكلمات ويتابع المتهم، يعني باسم رحمتي بن حسن.‏

ـ الشيء الذي أريد أن أعلّق عليه هو كلام المحكمة الأخير هذا: "‏

"المتهم ، يعني باسم رحمتي بن حسن، بلا مقدمة وبلا سبب أغمد سكين المطبخ
حتى قبضتها في بطن زوجته، يعني منيرة ثابتي". لقد قال وكيل الدفاع هذا
الكلام أيضاً، وقد تفضّل عليّ حين قال إن "المتهم، يعني أنا، وقت وقوع
الحادثة كان مصاباً بجنون آني". فلو كان هذا الكلام يمكن أن يقال لكان كل
قاتل عند القتل أصيب بجنون آني..‏

ينهض وكيل الدفاع من مكانه بعصبية ويصرخ: سيدي الرئيس كيف تسمحون لمجنون
أن يضيع وقت المحكمة هكذا؟ يدق رئيس المحكمة على الطاولة ويقول بهدوء:
"اسمح لنا! في المحكمة يجب أن يعطى للمتهم فرصة لدفاعه الأخير! يجلس وكيل
الدفاع، ويتابع المتهم باسم رحمتي بن حسن كلامه بابتسامة ساخرة:‏

ـ بكل تأكيد وكيل الدفاع عنده حق تماماً. فلو أني لم أعترف بأصل مسألة
القتل لاستطاعوا حل المسألة على نحو آخر. فاضطروا لأن ينسبوا لي الجنون
لعدم وجود حلّ آخر، لقد قالوا لي هذا بأنفسهم.‏

وعندما نهض وكيل الدفاع من مكانه يعترض، أشار إليه الرئيس ليصمت.‏

يخرج المتهم، باسم رحمتي بن حسن سيجارة من جيب قميصه المقسّم إلى مربّعات
بلون بني ولون سكّريّ، واحتراماً للمحكمة يعود ليضع السجائر في جيبه
ويتابع كلامه:‏

ـ إن هذا الجنون الآني، الذي نسبوه إليّ يمكن إثباته بشهادة من يد الطبيب،
وعليّ بعدها أن أبقى مدة معينة في المطبخّ ثم أعطى تصريحاً بالخروج عندما
أتماثل للشفاء. هذا حقاً أفضل من الإعدام، لكن يبقىكلامي الذي أريد قوله،
وتبقى الحقيقة ضائعة.‏

ينهض والد المتهم، حسن، من مكانه غاضباً، ويتجه نحو المنصّة.. يمسك بيد
المتهم "باسم" ويصرخ وهو يجذبه نحو الكرسي: "سيدي الرئيس هذا الكلام يدل
على أن هذا الولد مجنون، وجنونه ليس وليد الآن.. بل هو منذ طفولته!!...‏

يعترض خال المقتولة بصوته الخشن المجلجل:‏

ـ دع المتهم يقول ماعنده، هذا حقه الطبيعي.‏

ينظر المتهم، باسم رحمتي بن حسن إلى خال المقتولة، ويقول: "أتعجّب كيف لم
تخرس إلى الآن، منذ نصف ساعة توصلنا إلى تلك النتيجة، فالأفضل لك أن تمتثل
لذلك"...‏

بعد ذلك يفصل يده عن يد أبيه، يقبّل يد أبيه، ويقول: "إنك كالعادة تريد مصلحتي، لكن دعني أقول ما عندي"، ويتابع قائلاً:‏

ـ لقد قلت، إن لديّ كلام على ما قالته المحكمة كلمة كلمة. فلوكان في هذه
الجملة الأخيرة التي أعلنتموها كلمة واحدة صحيحة لما احترق قلب الإنسان
حزناً.‏

وفوق هذا فإن الكلمتين "بلا مقدمة" و"بلا سبب": تلهبان كبد الإنسان... "المتهم، يعني باسم رحمتي بن حسن، بلا مقدمة، وبلا سبب...".‏

أولاً: إن ماقمت به كان له مقدمة، مقدمة مفصّلة وأساسية مقدمته كانت ثلاث
سنوات من الحياة المشتركة. إن هذا ليس بالمقدمة القليلة. فلو لم نكن
قدتزوجنا، لو لم نكن قد عشنا معاً ثلاث سنوات،وعلى فرض أني كنت رأيتها في
الشارع مثلاً، وقمت فجأة بهذا الفعل، لكان ممكناً أن نقول إنه بلا مقدمة..
كزواجنا مثلاً، فإني أستطيع أن أقول إنه كان بلا مقدمة أما هذا فلا.‏

برأي المحكمة، أليست السنوات الثلاث من الحياة المشتركة بالمقدمة الكافية لحركة كهذه؟‏

ثانياً: هل كنت مجنوناً لأفعل فعلاً كهذا بلا سبب؟ عندما يشرب الإنسان
الماء يكون ذلك بسبب، إنه يشرب الماء لإزالة العطش فكيف أفعل فعلاً كهذا
بلا سبب؟ وسأتحدث عن هذه المقدمة وسببها فيما بعد.‏

لقد قلتم: "سكّين مطبخ"..‏

فلو لم يعطكم الله عقلاً، قد أعطاكم عينين، على الأقل كنتم فتحتم عينيكم
وميزتم بين سكين المطبخ وسكين الصيد! وبما أنكم لم تنتبهوا فإني مجبور على
أن أوضح لكم: انظروا! إن سكين المطبخ هي سكين لتقطيع اللحم والخضروات
وتقشير الباذنجان والبطاطا وتقسيم البطيخ والشمّام. لكن سكين الصيد تستعمل
لصيد وقطع رؤوس الحيوانات وسلخ جلودها. ومن أجل المغدورة استعملت سكين
الصيد لأني لم أشأ تقشير البطاطا.‏

وهناك أيضاً خطأ آخر..‏

فإن كانت سكّين مطبخ أو أي سكين من نوع آخر، فقد قلتم: إلى قبضتها في بطن زوجته..".‏

فالإنصاف شيء حسن، لنفرض أنكم لا ترون اختلافاً بين شرح وظائف المعدة
ووظائف القلب. مثلاً إن كان بطنكم ينجز وظائف قلبكم أو بالعكس، لكن
الفاصلة المكانية بين هذين الاثنين شيء لا يمكن إنكاره. فالقلب يقع فوق
البطن بعشرين أو ثلاثين سنتميتراً على الأقل. ومحل الجرح يقع في قلب
المغدورة فقد انتزعتم السكين من القلب، وأثبتّم ذلك في الملفّ: بطن.‏

وعلاوة على هذا فإن لفظ "حتى قبضتها" فيه شيء من الغش في المعاملة، فكل من
رأى هذه السكين يرى أن نصلها يبلغ ثلاثين سنتمتراً على الأقل، ومن هذه
السنتمترات الثلاثين لم يغطّ أكثر من سبعة أو ثمانية أمتار بالدم. فهل
يمكن لسكين بطول ثلاثين سنتميتراً أن تغمد في بطن ولا يغطي الدم أكثر من
سبعة أو ثمانية سنتمترات؟ إن هذا لا يعقل ولكن يمكن التجاوز عن كل هذا
الكلام، أما ما لا يمكن تجاوزه، فهو اتهامي بالقتل. فصحيح أني كنت فاعل
القتل، لكن القاتل الأصلي كان المغدورة نفسها، وبعبارة أوضح، المقتولة قد
انتحرت.‏

جعلت هذه الكلمات فضاء المحكمة مضطرباً، فيضرب الرئيس على المنضدة بشدة
ويصرخ: "سكوت! حافظوا على حرية المحكمة" بعد ذلك ينظر إلى المتهم ويقول:
"ألديك دليل على كلامك الأخير؟"...‏

فيصرخ أحد الأشخاص "سيدي! لقد أنكر كل شيء"..‏

ويتجه محامي الدفاع إلى الحضور ويقول: "دعوا المتهم يقول ما عنده"..‏

يقول المتهم باسم رحمتي بن حسن لمحامي الدفاع مبتسماً: كأن في القضية مستجدات بالنسبة لك،‏

أليس كذلك؟..‏

ويتابع:‏

ـ الكلام الأساسي والأصلي هنا هو أن المغدورة قد قتلت نفسها بنفسها
بواسطتي طبعاً، فلو اتضحت هذه المسألة بالنسبة لكم لاتضحت كل المسائل،
ومنها أن القتل كان بمقدمة وبوجود أسباب:‏

زوجتي هذه، منيرة ثابتى، كانت في الثامنة والعشرين من عمرها، مدّرسة لغة
فرنسية كانت تتقن الخياطة والطبخ، وكانت من أهل النظافة أيضاً، وأنتم
تعلمون ذلك، لكن كانت تفتقر إلى شيء، وهذا ما لا تعلموه، وهو العاطفة.‏

كانت حياتنا في هذه السنوات الثلاث كحياة مسافرَين في فندق واحد. كانت
علاقتنا كعلاقة شريكين في غرفة واحدة، شريكان قد تقاسما أعمالهما: أحدهما
موظف، يدفع أجرة البيت، يشتري احتياجاتهما، يدفع نقود الماء والكهرباء،
والثاني موظف يقضي وقته في التدريس منذ الصباح حتى الظهر في المدرسة، وبعد
الظهر يقوم بواجبات المنزل ويترك ماعدا ذلك للآخر، تماماً كشريكين في غرفة
يعيشان حياة تقوم على الاحترام والتحفّظ.‏

وبالتأكيد إن قولي إننا كنا على هذا المنوال غلط، فأنا لم أكن هكذا ولم
أستطع أن أكون، وعندما كنت أعود من عملي ليلاً كنت أرى مائدة العشاء
مرتبة، والشاي جاهزاً، والفاكهة على الطاولة، صحون السجائر نظيفة، لكنّ
السيدة نائمة، لأنه يتوجب عليها الذهاب إلى المدرسة في الصباح، وليس
باستطاعتها انتظاري إلى ذاك الوقت، يعني إلى الثامنة والنصف، وبناء على
ذلك كانت تتناول عشاءها وتنام، أحياناً كانت لا تتناول العشاء ولا تنام،
وذلك عندما كان يتوجب عليها تصحيح الأوراق، فقد كانت الوضعية تسير على هذا
المنوال، دون أي تغيير هذا عن الليالي، أما عن الصباح، فعندما كنت أنهض من
النوم تكون السيدة قد تناولت فطورها وذهبت، فلو لم تكن تخرج من البيت في
الساعة السادسة ما كانت تتمكن من الوصول إلى المدرسة الواقعة في ذاك الطرف
من المدينة في السابعة والنصف. كانت على حق، حسناً، ماكانت تتمكن من
الوصول. كنت أتصور أن الإشكال مني لأني كنت أذهب إلى البيت متأخراً، بقيت
مدة دون عمل إضافي، وكنت أعود إلى البيت في الثالثة بعد الظهر تماماً، لكن
في هذه الفترة ليس فقط لم تقع المعجزة، إنما كان عدم التطابق بين الخرج
والدخل سبباً في بروز اختلافات جديدة.‏

لقد قلت هذا لتتمكنوا من تصور الوضع، وإلا فالمسألة ليست مسألة تناول
الطعام في وقت مبكر أو متأخر أو مسألة النوم، المسألة في طرز تلقي الإنسان
للحياة المشتركة. أن يكون الإنسان عند ذهابه للخارج معتنياً برأسه ووجهه
ولباسه وظاهره، أن يكون بشوشاً مشرقاً ليتلقى تلاميذ المدرسة ذلك بحرارة،
أما في البيت فيكون كالرز باللبن، كالحجر، صلباً قاسياً، بلا عاطفة، لقد
قمت بكل التمهيدات التي كنت أتصور أنها يمكن أن تحرّك عواطف الإنسان، تلك
الأشياء التي لوعملتها من أجل حيوان لأبدى تجاوباً (من أجل ذلك أعتقد، أنّ
سكين الصيد كانت كثيرة عليها). لكنها في مقابل تلك المحبة، وتلك العواطف
لم تبد أي تجاوب ولم بمقدار رأس الإبرة.‏

لو قلتم، إني قد سمعت منها خلال هذه السنوات الثلاث حرفاً واحداً يدل على المحبة لكنت كاذباً، أقول لكم إني لم أسمع.‏

فلو وجد هناك كلام في البيت لكان حول مسائل الحياة اليومية أو الدراسة أو
الصف أو المدرسة. كأنها ومنذ بداية حياتنا قد حملت بيدها مبضعاً راحت تجرح
به روحي وقلبي. وكما كنت أعتقد، تلك الليلة لم أغمد في قلبها سكين صيد، بل
هي التي وضعت سكيناً على صدرها منذ بداية الحياة، ومع كل لا مبالاة، مع كل
عدم اهتمام، مع كل تصرّف غير لائق، كانت تغمد فيه قليلاً من هذه السكين،
إلى تلك الليلة التي وصلت فيها إلى قلبها وماتت.‏

عندما مرَّ مقدار من حياتنا المشتركة، كنت أظن أنها لا تودّ العيش معي،
لقد طرحت هذا الموضوع. قلت إن الحياة ليست ممكنة هكذا، إن الحياة الزوجية
ليست لها من هدف غير التوصل إلى الكمال والراحة، إنها جواب لاحتياجات
الإنسان العاطفية، إن حياة لا تحقق هذه الاحتياجات لا فائدة منها، وستجرّ
الإنسان إلى الانحراف فلو كنت لا تودّين الحياة معي، فنحن لم ننجب طفلاً.‏


ببركة تدريسك، يمكننا الانفصال عن بعضنا، ويمكن لكلّ منّا العيش مع شخص يتمكّن من تحمّله.‏

استاءت وغضبت، وظنت أني أفكر بشيء ما، لقد تعجّبت من وجود توقّعات لي بهذا
الشكل من الحياة، كانت العاطفة، المحبة، وحتى القلب أشياء غريبة بالنسبة
لها. كانت تعتقد أن ماهو موجود هو مايجب أن يكون. كان لي الحق أيضاً في أن
أتصور أن لا وجود للقلب في صدرها. كنت أشكّ في ذلك، وكنت أشعر بالفضول لأن
أشقّ صدرها بسكين أو شيء ما وأرى إن كان قد وضع فيه عن طريق الخطأ حجر، أو
حبة من البطاطا أو الشوندر، لم يكن القصد -لاقدّر الله- أن أقتلها أو أن
أغمد السكين في صدرها على سبيل الانتقام أو العداوة.‏

والآن فإن القرار يعود إلى المحكمة نفسها. فمع كلّ هذا الكلام أقبل أن
يكون جزائي الإعدام. لقد قلت هذا أولاً ليتنبّه البقية إلى حياتهم،
وثانياً لتفهموا أن رأي المحكمة الأخير غلط من أوله إلى آخره.‏

لم يكن ذلك بلا مقدمة وبلا سبب، لم تكن سكّين مطبخ، لم تكن حتى قبضتها، لم
تكن في البطن، ولم أكن القاتل، لقد انتحرت المغدورة، هذا ما عندي!‏

اضطرب فضاء المحكمة، يهدّئ رئيس المحكمة الناس، بعد ذلك، ينظر إلى محامي
الدفاع قائلاً: "الحق معك ياسيدي المحامي! فالمتهم مجنون"...‏



أزرق ولكن بلون الغروب - تعريب: د.ندى حسون مراجعة: سمير أرشدي


قصة مترجمة ... قصيرة و رائعه " الدفاع الأخير "  12830
شجون
شجون

الجنس : Female

عدد المساهمات : 502
النقاط : 53796
التقييم : 26
تاريخ التسجيل : 2010-02-23

Back to top Go down

Back to top

- Similar topics

 
Permissions in this forum:
You cannot reply to topics in this forum