القراءة الإبداعية !,, د\طارق السويدان
Page 1 of 1
القراءة الإبداعية !,, دطارق السويدان
قبل أن نتحدث عن القراءة الإبداعية، وعادات المبدعين في القراءة، دعونا نتكلم قليلاً عن كيفية بناء عادة القراءة.
هناك عشر طرق لبناء عادة القراءة بقوة، وهي على الترتيب التالي :
1- أجعل الكتاب قريباً منك دائماً، بجوارك،
سواء
في البيت،أو في العمل ، أو في السيارة، ولا تذهب إلى أي مكان بدون مادة
قرائية سواء كانت كتاباً أو مجلة أو جريدة، ولتجعل الكتاب قريباً من مكان
نومك، بهذه الطريقة تبقى على اتصال دائم مع القراءة وتستفيد من وقتك.
في البيت،أو في العمل ، أو في السيارة، ولا تذهب إلى أي مكان بدون مادة
قرائية سواء كانت كتاباً أو مجلة أو جريدة، ولتجعل الكتاب قريباً من مكان
نومك، بهذه الطريقة تبقى على اتصال دائم مع القراءة وتستفيد من وقتك.
2- اجعل لك هدفاً تحققه،
وحدد
كم من الوقت تريد تمضيته في القراءة؟ أو كم من الكتب تريد قراءتها؟ فيمكن
أن يكون هدفك كتاباً في الشهر، أو كتاباً في الأسبوع، أو ثلاثين دقيقة في
اليوم، وأبدأ بقراءة يمكن قياسها بسهولة تشعر من خلالها أنك قد أنجزت
شيئاً لنفسك، وعلى الدوام أجعل لنفسك أهدافاً أعلى! ووضع الأهداف التي
تريد تحقيقها من خلال القراءة يعتبر أول الخطوات لتقرأ أكثر.
كم من الوقت تريد تمضيته في القراءة؟ أو كم من الكتب تريد قراءتها؟ فيمكن
أن يكون هدفك كتاباً في الشهر، أو كتاباً في الأسبوع، أو ثلاثين دقيقة في
اليوم، وأبدأ بقراءة يمكن قياسها بسهولة تشعر من خلالها أنك قد أنجزت
شيئاً لنفسك، وعلى الدوام أجعل لنفسك أهدافاً أعلى! ووضع الأهداف التي
تريد تحقيقها من خلال القراءة يعتبر أول الخطوات لتقرأ أكثر.
3- ضع سجلاً،
ويقصد
المستشار بأن تجعل لك سجلاً تكتب فيه الكتب التي قمت بقراءتها، ووضع السجل
(كتيب ملاحظات مثلاً أو ورقة أو على جهاز كمبيوترك الشخصي) والنظر فيه بين
كل فترة وأخرى يعطيك دافعاً و نفسيه قوية وحماسية لمزيد من القراءة، وحافظ
على مسار معين للوقت الذي تقضيه في القراءة يومياً.
المستشار بأن تجعل لك سجلاً تكتب فيه الكتب التي قمت بقراءتها، ووضع السجل
(كتيب ملاحظات مثلاً أو ورقة أو على جهاز كمبيوترك الشخصي) والنظر فيه بين
كل فترة وأخرى يعطيك دافعاً و نفسيه قوية وحماسية لمزيد من القراءة، وحافظ
على مسار معين للوقت الذي تقضيه في القراءة يومياً.
4- ضع قائمة،
ويقصد
بأن يكون لك قائمة بالكتب التي تريد قراءتها في المستقبل، وأسأل المختصين
أو من تثق به عن الكتب الجيدة والمميزة في المجالات التي تود أن تقرأ
فيها، ويمكن النظر في التوصيات التي تطرح في المجلات والمواقع المعروفة
بمصداقيتها عن الكتب الجيدة والتي ينصح بقراءتها، فمثلاً طرح هذا الموقع
كتاب جدد حياتك للشيخ محمد الغزالي ككتاب ينصح بقراءته، وهذه الطريقة
رائعة وعظيمة لجعل حماسك للقراءة عالياً. وإذا عرفت الكتب العظيمة
والرائعة التي تود قراءتها عزز هذا من عاداتك القرائية بقوة.
بأن يكون لك قائمة بالكتب التي تريد قراءتها في المستقبل، وأسأل المختصين
أو من تثق به عن الكتب الجيدة والمميزة في المجالات التي تود أن تقرأ
فيها، ويمكن النظر في التوصيات التي تطرح في المجلات والمواقع المعروفة
بمصداقيتها عن الكتب الجيدة والتي ينصح بقراءتها، فمثلاً طرح هذا الموقع
كتاب جدد حياتك للشيخ محمد الغزالي ككتاب ينصح بقراءته، وهذه الطريقة
رائعة وعظيمة لجعل حماسك للقراءة عالياً. وإذا عرفت الكتب العظيمة
والرائعة التي تود قراءتها عزز هذا من عاداتك القرائية بقوة.
5- أقفل التلفزيون,
فمعظم الناس لا يملكون أوقاتاً كثيرة، وأجعل مشاهدتك للتلفزيون بعقلانية وضمير، وبوقت اقل من الوقت الذي تمضيه في مشاهدته عادة.
6- ارتبط مع مجموعة من الناس تهوى القراءة،
أو
المجموعات التي تناقش الكتب، وأعرف شخصياً أن هناك مجموعة في الكويت يشارك
ويشرف عليها الدكتور ساجد العبدلي، فيمكن التنسيق معهم لمن هم في
الكويت،أو إنشاء مجموعات مشابهة في الدول الأخرى، والحل الأسهل والأيسر هو
مخالطة ومعاشرة من يقرؤون بكثرة، فهؤلاء يزيدون حماستك للقراءة، وإن لم
تجدهم فأصنع من نفسك قارئاً عظيماً ولا تنتظر أحداً.
المجموعات التي تناقش الكتب، وأعرف شخصياً أن هناك مجموعة في الكويت يشارك
ويشرف عليها الدكتور ساجد العبدلي، فيمكن التنسيق معهم لمن هم في
الكويت،أو إنشاء مجموعات مشابهة في الدول الأخرى، والحل الأسهل والأيسر هو
مخالطة ومعاشرة من يقرؤون بكثرة، فهؤلاء يزيدون حماستك للقراءة، وإن لم
تجدهم فأصنع من نفسك قارئاً عظيماً ولا تنتظر أحداً.
7- استمع عندما لا تستطيع أن تقرأ ،
فهناك
من الأشرطة المفيدة والنافعة الكثيرة والتي تفيدك في هذا الموضوع،
والمواضيع الأخرى، لعدد من المثقفين والإداريين والتربويين العرب.
8- زر مكتبة باستمرار!
ومعك
بالطبع قائمتك التي تحدثنا عنها سابقاً بخصوص الكتب التي تود قراءتها،
ولديك بعض الأفكار عن ما تود قراءته بالطبع، وابحث عن الممتع المميز
المفيد، واجعل موهبة اكتشاف الكتب المتميزة تنمو، فهي موهبة تنمو مع الوقت
والاستمرار، وهي من متع الدنيا والتي لا يعرفها إلا من جربها!
من الأشرطة المفيدة والنافعة الكثيرة والتي تفيدك في هذا الموضوع،
والمواضيع الأخرى، لعدد من المثقفين والإداريين والتربويين العرب.
8- زر مكتبة باستمرار!
ومعك
بالطبع قائمتك التي تحدثنا عنها سابقاً بخصوص الكتب التي تود قراءتها،
ولديك بعض الأفكار عن ما تود قراءته بالطبع، وابحث عن الممتع المميز
المفيد، واجعل موهبة اكتشاف الكتب المتميزة تنمو، فهي موهبة تنمو مع الوقت
والاستمرار، وهي من متع الدنيا والتي لا يعرفها إلا من جربها!
9- أبن خطتك الشخصية!
فبعض
الناس يقرأ الكتب الدسمة صباحاً والكتب السهلة ليلاً، وكل له عادة، فأبن
عادتك وخطتك الشخصية للقراءة، يمكن أن تقرأ فقط ما تحتاجه من الكتاب وتترك
الباقي فلست مجبراً على قراءة الكتاب كاملا، ويمكن أن تقرأ كتاباً واحداً
عدة مرات، فكل شخص له ما يحتاجه ويرغبه من الكتب، وأذكر في هذا الصدد
مقولة لعباس محمود العقاد: "لأن أقرأ كتاباً جيداً ثلاث مرات، خير من أقرأ
كتاباً سيئاً مرة واحدة"
الناس يقرأ الكتب الدسمة صباحاً والكتب السهلة ليلاً، وكل له عادة، فأبن
عادتك وخطتك الشخصية للقراءة، يمكن أن تقرأ فقط ما تحتاجه من الكتاب وتترك
الباقي فلست مجبراً على قراءة الكتاب كاملا، ويمكن أن تقرأ كتاباً واحداً
عدة مرات، فكل شخص له ما يحتاجه ويرغبه من الكتب، وأذكر في هذا الصدد
مقولة لعباس محمود العقاد: "لأن أقرأ كتاباً جيداً ثلاث مرات، خير من أقرأ
كتاباً سيئاً مرة واحدة"
10- أترك كل شيء غير مهم وأقرأ،
أفعلها، فقط أبدأ، هناك من يقرأ الآن، أنضم إليهم، أو أنضم إلينا، الآن.
السؤال الذي يفرض نفسه أثناء حديثنا عن القراءة الإبداعية هو: هل للقراءة الإبداعية مهارات؟
للقراءة الإبداعية مهارات عديدة لا يستغنى عنها من رغب في القراءة بطريقة إبداعية متميزة،
ومن هذه المهارات ما سوف أذكره على النحو التالي:
1- مهارة وضع الأهداف وضبطها ووضعها في جدول زمني،
ووجود
هدف يطمح القارئ المبدع الوصول إليه وتحقيقه من خلال القراءة يعتبر أهم
دافع لتحرك الإنسان، ولن يتحرك الإنسان في قراءة جادة مبدعة في حالة عدم
وجود هدف من هذه القراءة في حياته، وإذا بدأ الفرد في القراءة وبدون هدف
فإنه في الغالب يقرأ لفترة قصيرة من الزمن ثم يتوقف. من يريد الإبداع
والتميز وجب عليه وضع الهدف أولاً، وفي مجالنا وجب عليه وضع الهدف الذي
يريد الوصول إليه من خلال قراءته.
2- مهارة تقويم المادة المقروءة قبل شرائها،
ومدى
فائدتها للقارئ المبدع، ومدى حاجة القارئ المبدع للكتاب نفسه، فالكتب
الجيدة والمتميزة المعروضة يعتبر كثيراً، ولو قرأنا في كل شئ لم نخرج بشئ
، وفي هذا الإطار يمكن أن يساعد كثيراً قيام القارئ بقراءة الخلاصات التي
تكون عادة في نهاية بعض الكتب أو على الغلاف الخارجي الخلفي للكتاب، ويفيد
كثيراً كذلك قراءة فهرس المحتويات حيث أنه يبين المواضيع التي يتناولها
الكتاب. وتوجد بعض المعينات على اختيار الكتاب الجيد وتقويمه قبل شرائه،
هذه المعينات يمكن أن تكون على شكل تساؤلات يطرحها الفرد على نفسه منها:
أ- ماذا يبحث الكتاب بمجمله؟
فيجب عليك أن تكتشف ما هو موضوع الكتاب الأساسي، وكيف طور الكاتب موضوعه
من خلال ترتيبه له وتقسيمه إلى موضوعات أساسية وجزئية.
ب- ماذا يريد أن يقوله المؤلف أو الكاتب بشكل مفصل وكيف يقوله؟ ويمكن هنا
محاولة استعراض بعض الأفكار الرئيسية في أحد المواضيع وقراءتها لمعرفة
كيفية معالجة الموضوع من قبل المؤلف.
ج- هل ما يطرحه الكتاب من
حقائق هي حقيقة كلية مائة بالمائة أم هي حقائق جزئية؟ فبعض المؤلفين يعطي
حقيقة جزئية ثم يبني عليها آراء وتصورات فاسدة، حيث يقوم بحجب جزء من
الحقيقة لتحقيق غرض أو هدف معين فلينتبه لهذا.
د- ماذا عن الكتاب؟ وماذا
يعطي الكتاب من معلومات؟ وهل هناك حاجة لهذه المعلومات لديك أو لا؟ ومدى
أهميتها بالنسبة لك؟ وهل يرفع الكتاب من مستوى الفهم أم لا؟
3- مهارة التركيز والتفكير الناقد أثناء القراءة مهارة لا مفر للقارئ المبدع عنها،
فالقراءة
الواعية المثمرة والتفكير متلازمان، وإلا وقع القارئ في مصيدة التأثر بفكر
الكاتب من دون أن يشعر بذلك، ومن خلال مهارة التركيز والتفكير ينطلق
القارئ في أسلوب قراءة حواري مستمر مع الكاتب، يوافقه مرة، ويعارضه أخرى،
ويقف موقف المتشكك من صحة المعلومة التي ساقها الكاتب أو المؤلف حتى يتأكد
منها سواء عن طريق بحثه بالرجوع إلى مصادر أخرى للتأكد من المعلومة التي
ساقها المؤلف، أو بسؤال أهل العلم والمعرفة.
4- مهارة التفريق بين الحقيقة والرأي مهارة يجب أن يمتلكها القارئ المبدع،
فالحذر ثم الحذر ثم الحذر، فهناك عدد من المؤلفين يعرضون آراءهم ووجهات نظرهم على أنها حقائق لا تقبل الشك ولا الجدل.
5- يورد الدكتور محمد حبيب الله في كتابه أسس القراءة وفهم المقروء مهارة مهمة لا يمكن أن يستغني عنها القارئ المبدع،
وهذه
المهارة هي مهارة تمييز مدى الدقة العلمية، فعند قراءة نص معين، خاصة في
مواضيع علمية أو تاريخية أو جغرافية فاحتمال الوقوع في الخطأ وارد،
واحتمال التحيز أيضاً وارد، وتطوير هذه المهارة عند القارئ مهم، وعلى
القارئ أن يفحص دقة المعلومات بمقارنة النص مع مراجع أخرى أو فحص الزمن
الذي كتب فيه.
6- مهارة الاستنتاج،
حيث
لا يقف القارئ المبدع عند النص المكتوب فقط بل يتعدى ذلك إلى الاستنتاج
ووضع أفكاره وآراؤه الخاصة في الموضوع، حيث أن القارئ قد يكون لديه
معلومات في بعض أجزاء الموضوع أكثر من المؤلف.
7- مهارة القدرة على التواصل مع المؤلف أو الكاتب من خلال ما كتبه،
وذلك
من خلال تحليل وتفسير الكلمات الرئيسية في الموضوع مدار البحث أو المناقشة
أو الدراسة وهذا التواصل يمكن أن يندمج تحت عملية النقد، وهنا يجدر
الانتباه إلى أن النقد ليس بالضرورة أن ينحى المنحى السلبي، ولكن النقد
الفعال هو نقد إيجابي في المقام الأول وسلبي في المقام الثاني.
8- مهارة القدرة على اقتناص الأفكار الهامة والحساسة والبناءة من بين ثنايا الموضوع مدار الطرح،
ويرتبط بهذه المهارة معرفة تسلسل أفكار المؤلف بواسطة إيجادها أو بناءها من خلال تسلسل الجمل.
9- مهارة معرفة الأفكار والمواضيع
التي أستطاع المؤلف أن يوفيها حقها من البحث
والتحليل والتفسير وما أرتبط بها من حلول إذا كان هناك مشكلة تدرس، وذلك
عن غيرها التي لم تستوف هذه العناصر ولم تعط حقها في البحث والتحليل، حيث
يمكن أن يكون هذا النقص لدى المؤلف بداية لبحث جديد متميز.
10- مهارة عدم الوقوع في مصيدة العاطفة،
فبعض الكتاب يعرض معلوماته بطريقة عاطفية، يحاول من خلال ذلك التأثير في أفكار القارئ أو تشويهها بما يخدم أهدافه من الكتابة.
11- مهارة التساؤل،
وهي
تحتاج للتركيز العالي، وتستخدم الأسئلة لمناقشة الكاتب للوصول إلى معارف
جديدة بقصد الإضافة للمعرفة وليس فقط الوقوف عندها. وفيها تستخدم الأسئلة
على نمط لماذا؟ وكيف؟ وهل؟ ومتى؟ وأين ؟ وماذا؟ وكم؟ وما الدليل؟ وماذا
لو؟ وهذه المهارة في نظري من أهم المهارات على الإطلاق لأنها تغنيك عن
معرفة نماذج التفكير المختلفة. فمهارة طرح أسئلة مثيرة للتفكير، هي
المهارة والمفتاح للوصول إلى علوم ومعارف جديدة، ومفتاح للتفكير السليم،
وبها يستطيع القارئ المبدع أن تكون له وجهات نظر جديدة أو رؤى جديدة حول
القضية مثار النقاش أو البحث، وبها يتجاوز القارئ مرحلة الجمود الذهني إلى
مرحلة الحراك الذهني والفكري والذي بدوره يقود إذا استحسن استثماره إلى
مزيد من المعرفة البشرية المنهجية المنظمة. في الحقيقة أن من يستطيع طرح
الأسئلة الجيدة يستطيع أن يفتح مشاهد وآفاق جديدة غير مسبوقة وغير مطروقة
من قبل، من يطرح تلك الأسئلة ويحاول الإجابة عليها هو كمن يمشي في منطقة
بكر لم يسبقه إليها أحد، وكم تكون المتعة في اكتشاف المناطق البكر! إنها
في حقيقة الأمر متعة فريدة لا يمكن وصفها، ولا يشعر بها إلا من جربها،
إنها متعة كلمة "وجدتها".
12- مهارة التنبؤ بما سوف يحدث،
وهذه
تعتمد على الرصد للقضية أو المشكلة موضع القراءة، ودراستها، ومتابعتها
زمنياً إذا كان لها امتداد زمني وتاريخي، وقراءة الواقع ورصده من خلال
الملاحظة والمتابعة، ثم محاولة معرفة الاتجاه الذي سوف تنحوه تلك المشكلة
أو القضية، وكل هذه يجب أن تكون مرتبطة بالمنطق،مع أهمية وضرورة استبعاد
عنصري العاطفة والخيال عند محاولة تطبيق هذه المهارة، ويرتبط بها بعد ذلك
المهارة التي نوردها في الفقرة التالية.
13- قدرة القارئ الفهم العميق والرغبة في حل المشكلات.
ويعتبر
الدكتور سمير يونس بأن استراتيجيه حل المشكلات هي أحدى المهارات المهمة
لتنمية مهارة القراءة الإبداعية، بحيث تسير هذه الإستراتيجية في خطوات
مرتبة هي: الإحساس بالمشكلة، ثم تحديدها، ثم فرض الحلول المتوقعة، ثم
اختبار صحة هذه الحلول، وأخيراً اعتماد الفرض الذي ثبتت صحته كحل للمشكلة.
السؤال الذي يفرض نفسه أثناء حديثنا عن القراءة الإبداعية هو: هل للقراءة الإبداعية مهارات؟
للقراءة الإبداعية مهارات عديدة لا يستغنى عنها من رغب في القراءة بطريقة إبداعية متميزة،
ومن هذه المهارات ما سوف أذكره على النحو التالي:
1- مهارة وضع الأهداف وضبطها ووضعها في جدول زمني،
ووجود
هدف يطمح القارئ المبدع الوصول إليه وتحقيقه من خلال القراءة يعتبر أهم
دافع لتحرك الإنسان، ولن يتحرك الإنسان في قراءة جادة مبدعة في حالة عدم
وجود هدف من هذه القراءة في حياته، وإذا بدأ الفرد في القراءة وبدون هدف
فإنه في الغالب يقرأ لفترة قصيرة من الزمن ثم يتوقف. من يريد الإبداع
والتميز وجب عليه وضع الهدف أولاً، وفي مجالنا وجب عليه وضع الهدف الذي
يريد الوصول إليه من خلال قراءته.
2- مهارة تقويم المادة المقروءة قبل شرائها،
ومدى
فائدتها للقارئ المبدع، ومدى حاجة القارئ المبدع للكتاب نفسه، فالكتب
الجيدة والمتميزة المعروضة يعتبر كثيراً، ولو قرأنا في كل شئ لم نخرج بشئ
، وفي هذا الإطار يمكن أن يساعد كثيراً قيام القارئ بقراءة الخلاصات التي
تكون عادة في نهاية بعض الكتب أو على الغلاف الخارجي الخلفي للكتاب، ويفيد
كثيراً كذلك قراءة فهرس المحتويات حيث أنه يبين المواضيع التي يتناولها
الكتاب. وتوجد بعض المعينات على اختيار الكتاب الجيد وتقويمه قبل شرائه،
هذه المعينات يمكن أن تكون على شكل تساؤلات يطرحها الفرد على نفسه منها:
أ- ماذا يبحث الكتاب بمجمله؟
فيجب عليك أن تكتشف ما هو موضوع الكتاب الأساسي، وكيف طور الكاتب موضوعه
من خلال ترتيبه له وتقسيمه إلى موضوعات أساسية وجزئية.
ب- ماذا يريد أن يقوله المؤلف أو الكاتب بشكل مفصل وكيف يقوله؟ ويمكن هنا
محاولة استعراض بعض الأفكار الرئيسية في أحد المواضيع وقراءتها لمعرفة
كيفية معالجة الموضوع من قبل المؤلف.
ج- هل ما يطرحه الكتاب من
حقائق هي حقيقة كلية مائة بالمائة أم هي حقائق جزئية؟ فبعض المؤلفين يعطي
حقيقة جزئية ثم يبني عليها آراء وتصورات فاسدة، حيث يقوم بحجب جزء من
الحقيقة لتحقيق غرض أو هدف معين فلينتبه لهذا.
د- ماذا عن الكتاب؟ وماذا
يعطي الكتاب من معلومات؟ وهل هناك حاجة لهذه المعلومات لديك أو لا؟ ومدى
أهميتها بالنسبة لك؟ وهل يرفع الكتاب من مستوى الفهم أم لا؟
3- مهارة التركيز والتفكير الناقد أثناء القراءة مهارة لا مفر للقارئ المبدع عنها،
فالقراءة
الواعية المثمرة والتفكير متلازمان، وإلا وقع القارئ في مصيدة التأثر بفكر
الكاتب من دون أن يشعر بذلك، ومن خلال مهارة التركيز والتفكير ينطلق
القارئ في أسلوب قراءة حواري مستمر مع الكاتب، يوافقه مرة، ويعارضه أخرى،
ويقف موقف المتشكك من صحة المعلومة التي ساقها الكاتب أو المؤلف حتى يتأكد
منها سواء عن طريق بحثه بالرجوع إلى مصادر أخرى للتأكد من المعلومة التي
ساقها المؤلف، أو بسؤال أهل العلم والمعرفة.
4- مهارة التفريق بين الحقيقة والرأي مهارة يجب أن يمتلكها القارئ المبدع،
فالحذر ثم الحذر ثم الحذر، فهناك عدد من المؤلفين يعرضون آراءهم ووجهات نظرهم على أنها حقائق لا تقبل الشك ولا الجدل.
5- يورد الدكتور محمد حبيب الله في كتابه أسس القراءة وفهم المقروء مهارة مهمة لا يمكن أن يستغني عنها القارئ المبدع،
وهذه
المهارة هي مهارة تمييز مدى الدقة العلمية، فعند قراءة نص معين، خاصة في
مواضيع علمية أو تاريخية أو جغرافية فاحتمال الوقوع في الخطأ وارد،
واحتمال التحيز أيضاً وارد، وتطوير هذه المهارة عند القارئ مهم، وعلى
القارئ أن يفحص دقة المعلومات بمقارنة النص مع مراجع أخرى أو فحص الزمن
الذي كتب فيه.
6- مهارة الاستنتاج،
حيث
لا يقف القارئ المبدع عند النص المكتوب فقط بل يتعدى ذلك إلى الاستنتاج
ووضع أفكاره وآراؤه الخاصة في الموضوع، حيث أن القارئ قد يكون لديه
معلومات في بعض أجزاء الموضوع أكثر من المؤلف.
7- مهارة القدرة على التواصل مع المؤلف أو الكاتب من خلال ما كتبه،
وذلك
من خلال تحليل وتفسير الكلمات الرئيسية في الموضوع مدار البحث أو المناقشة
أو الدراسة وهذا التواصل يمكن أن يندمج تحت عملية النقد، وهنا يجدر
الانتباه إلى أن النقد ليس بالضرورة أن ينحى المنحى السلبي، ولكن النقد
الفعال هو نقد إيجابي في المقام الأول وسلبي في المقام الثاني.
8- مهارة القدرة على اقتناص الأفكار الهامة والحساسة والبناءة من بين ثنايا الموضوع مدار الطرح،
ويرتبط بهذه المهارة معرفة تسلسل أفكار المؤلف بواسطة إيجادها أو بناءها من خلال تسلسل الجمل.
9- مهارة معرفة الأفكار والمواضيع
التي أستطاع المؤلف أن يوفيها حقها من البحث
والتحليل والتفسير وما أرتبط بها من حلول إذا كان هناك مشكلة تدرس، وذلك
عن غيرها التي لم تستوف هذه العناصر ولم تعط حقها في البحث والتحليل، حيث
يمكن أن يكون هذا النقص لدى المؤلف بداية لبحث جديد متميز.
10- مهارة عدم الوقوع في مصيدة العاطفة،
فبعض الكتاب يعرض معلوماته بطريقة عاطفية، يحاول من خلال ذلك التأثير في أفكار القارئ أو تشويهها بما يخدم أهدافه من الكتابة.
11- مهارة التساؤل،
وهي
تحتاج للتركيز العالي، وتستخدم الأسئلة لمناقشة الكاتب للوصول إلى معارف
جديدة بقصد الإضافة للمعرفة وليس فقط الوقوف عندها. وفيها تستخدم الأسئلة
على نمط لماذا؟ وكيف؟ وهل؟ ومتى؟ وأين ؟ وماذا؟ وكم؟ وما الدليل؟ وماذا
لو؟ وهذه المهارة في نظري من أهم المهارات على الإطلاق لأنها تغنيك عن
معرفة نماذج التفكير المختلفة. فمهارة طرح أسئلة مثيرة للتفكير، هي
المهارة والمفتاح للوصول إلى علوم ومعارف جديدة، ومفتاح للتفكير السليم،
وبها يستطيع القارئ المبدع أن تكون له وجهات نظر جديدة أو رؤى جديدة حول
القضية مثار النقاش أو البحث، وبها يتجاوز القارئ مرحلة الجمود الذهني إلى
مرحلة الحراك الذهني والفكري والذي بدوره يقود إذا استحسن استثماره إلى
مزيد من المعرفة البشرية المنهجية المنظمة. في الحقيقة أن من يستطيع طرح
الأسئلة الجيدة يستطيع أن يفتح مشاهد وآفاق جديدة غير مسبوقة وغير مطروقة
من قبل، من يطرح تلك الأسئلة ويحاول الإجابة عليها هو كمن يمشي في منطقة
بكر لم يسبقه إليها أحد، وكم تكون المتعة في اكتشاف المناطق البكر! إنها
في حقيقة الأمر متعة فريدة لا يمكن وصفها، ولا يشعر بها إلا من جربها،
إنها متعة كلمة "وجدتها".
12- مهارة التنبؤ بما سوف يحدث،
وهذه
تعتمد على الرصد للقضية أو المشكلة موضع القراءة، ودراستها، ومتابعتها
زمنياً إذا كان لها امتداد زمني وتاريخي، وقراءة الواقع ورصده من خلال
الملاحظة والمتابعة، ثم محاولة معرفة الاتجاه الذي سوف تنحوه تلك المشكلة
أو القضية، وكل هذه يجب أن تكون مرتبطة بالمنطق،مع أهمية وضرورة استبعاد
عنصري العاطفة والخيال عند محاولة تطبيق هذه المهارة، ويرتبط بها بعد ذلك
المهارة التي نوردها في الفقرة التالية.
13- قدرة القارئ الفهم العميق والرغبة في حل المشكلات.
ويعتبر
الدكتور سمير يونس بأن استراتيجيه حل المشكلات هي أحدى المهارات المهمة
لتنمية مهارة القراءة الإبداعية، بحيث تسير هذه الإستراتيجية في خطوات
مرتبة هي: الإحساس بالمشكلة، ثم تحديدها، ثم فرض الحلول المتوقعة، ثم
اختبار صحة هذه الحلول، وأخيراً اعتماد الفرض الذي ثبتت صحته كحل للمشكلة.
د\طارق السويدان
Page 1 of 1
Permissions in this forum:
You cannot reply to topics in this forum