مقالات في التفكير الناقد : لغة الاقتراحات العاطفية خفية لكن فعالة
Page 1 of 1
مقالات في التفكير الناقد : لغة الاقتراحات العاطفية خفية لكن فعالة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدمة
ماذا نقصد بالاقتراح
هو الشيء الذي نريد أن نقنع الآخرين به أو يريد الآخرون اقناعنا به لكن
لايتم ذكره بشكل مباشر لعدة أسباب وتقوم تقنيات صنع الاقتراحات بمساعدة
الاقناع من خلال تقنياتها المتعددة.
فكلماتك بالطيع تدل على معان أخرى غير الحروف المكتوبة , فهي تقدم إشارات
إلى المعتقدات أو الاتجاه أو الرغبة التي لم يتم ذكرها, فالاقتراح قد :
- يوصل فكرة إلى ذهن المستمع
- أو يقوده إلى استنتاج ما
- أو يقوده إلى قبول اعتقاد أو سلوك .
- وكل هذا دون وجود دعوة صريحة إلى ذلك.
تقنيات صنع الاقتراحات
يوجد هناك تقنيات متعددة لصنع الاقتراحات منها : التلميحات , التأكيدات
اللفظية , الانتقاء , نبرة الصوت , أسلوب التعبير, اختيار الكلمات ,
التجاور , التفاصيل الزائدة , الكلمات المصورة , اللغة الرنانة , الكلمات
السلبية .
في هذا المقال سوف نتحدث خمس تقنيات لصنع الاقتراحات وهي : التلميحات , التأكيدات اللفظية , الانتقاء , نبرة الصوت , التجاور .
التقنية الأولى من تقنيات صنع الاقتراح : التلميحات Hints
من خلال تقنية التلميح قد نحقق مانريد دون أن نطلبه بشكل صريح وقد نؤثر على
مشاعر الآخرين بشكل مؤلم وهذا التلميح إما أن يكون مخططا له بدهاء أو قد
يحدث بطريقة تلقائية. عندما يلمح شخص فإنه قد يكون يختبر الآخرين بتلميحه
هذا وهو ما نسميه "جس النبض" بمعنى أنه يحاول أو يكتشف رد فعل الآخر لما
يريده, او قد تستخدم التلميحات لمعرفة ما يدور في أذهان الآخرين.
مثال 1 :
أحمد تعرف على هدى في أحد المنتديات الحوارية وأصبح يراسلها بالبريد
الإلكتروني إلا أن أحمد يريد أن يتقدم خطوة إلى الأمام في علاقته مع هدىلكي
ينتقل معها إلى المسنجر لكنه يخشى أن يكون صريحا معها. أحمد هنا متردد
أن يقول مايدور في ذهنه وأن يطلب من هدى بشكل صريح أن تضيفه إلى المسنجر.
وفي أحد رسائل أحمد قال لها : أحيانا يكون المسنجر طريقة أسهل للتواصل
وتبادل الأفكار ولفهم أكثر عمقا.
هنا سوف يكون هناك ثلاثة ردود أفعال متوقعة لهدى :
1- إذا وافقت هدى احمد على فكرته بحماس فإن أحمد سوف يشعر بالثقة
والأمل أكثر وسوف ينتقل إلى الخطوة التالية ويطلب منها مايريد بشكل صريح.
2- أما إذا أحجمت هدى ولم تتفاعل معه فإن أحمد سوف يكون أكثر حذرا في المرات القادمة
3- وأما إذا قالت هدى "لا" فإنه لن يشعر بالإحراج لأنه لم يطلب منها ذلك صراحة
لاحظ أن أسلوب التلميح ساعد أحمد على اكتشاف رد فعل هدى دون أن يلزم نفسه بموقف محدد
مثال 2
الزوج والزوجة يمران مساء بجوار أحد المطاعم الصينيه فتشعر الزوجة برغبة
بأن يتوقفا للعشاء فيه لكنها تخجل من ذكر ذلك صراحة فتقول "يبدو أن هذا
المطعم متميز في تقديم الوجبات الصينية" .
تعليقها السابق سوف يجعل اتخاذ القرار في يد زوجها فإذا لم يتفاعل زوجها فإنها على الأقل وفرت على نفسها الم الرفض
حواجز الحماية التي توفرها تقنية التلميحات
يوجد هناك اناس يقولون ما يريدون بشكل مباشر ويتقبلون أي رد مهما كان دون
انزعاج لكن الكثير يجدون صعوبة في الإفصاح عن ذلك بلغة مباشرة فهم بحاجة
إلى حواجز حماية وهذا ماتوفره تقنية التلميحات. البعض يعتمد على تقنية
التلميحات للحفاظ على مشاعره والبعض يريد أن يتجنب "لا" لأنها قد تعني
النهاية وهو لا يريد الوصول إلى تلك النقطة.
التقنية الثانية من تقنيات صنع الاتقراح: التوكيدات الملفوظة Accent
يمكن أن يكون لنبرة الصوت وحدها دورة كبير في صنع الاقتراح وذلك عند تركيزها على كلمة ما.
مثال
يقول أحد المعلمين أمام زملائه خارج العمل وفيهم المهندس والموظف وغيره : "أنا لا أتعمد أبدا ان أهمل في عملي كمعلم"
إذا غير المتحدث تبرته عند كلمة "أنا" فقد يشير المتحدث "يقترح" بشكل غير مباشر بأنك أنت أو غيرك من الحضور يهمل في عمله.
أما إذا غير المتحدث نبرته عند كلمة "أتعمد" فإن المتحدث قد يقصد أنه قد يهمل لكن دون أن يتعمد ذلك.
أما إذا غير نبرته وشدد صوته عند نطق كلمة "معلم" فإنه قد يلمح "يقترح" بأن احدا ما غير المعلم من الحضور يهمل في وظيفته.
إذا كانت هذه الكلمات مكتوبة وليست منطوقة فإن القارئ يمكن أن يفهم
"الاقتراح" الذي يكمن وراء كلمات الكاتب من خلال لون الخط أو حجمه أو تكرار
الكلمات وسيأتي ذلك مفصلا.
التقنية الثالثة من تقنيات صنع الاقتراح : الانتقائية Selection
يمكن لشخص أن يدعم رأيا أو اعتقادا من خلال الاختيار الانتقائي للأدلة أو الأحداث أو الأفكار.
مثال
عندما يسأل أب ولده "كيف هو مستواك في مادة الرياضيات لهذا الفصل ؟ "
يجيب الولد مباشرة "الحمد لله, لقد حصلت على 95% في آخر اختبار"
هذه العبارة قد تخفي ورائها حقيقة أن هذا الولد فشل في جميع الاختبارات.
إذا توقف الأب عند هذا الحد فسوف يكون مسرورا ويعتقد بأن ولده من المتميزين
في مادة الرياضيات.
مثال 2
إذا سأل أحمد خالد هل تسافر كثيرا خارج المملكة ؟
يجيب خالد مباشرة ""يااااه , مدينة دمشق من أجمل المدن التي سافرت لها ! "
هذه العبارة قد تخفي ورائها حقيقة أن خالد لم يسافر إلا إلى مدينة دمشق
لكنها في نفس الوقت قد تعطي انطباعا خاطئا لأحمد بأن خالد كثير السفر
للخارج.
التقنية الرابعة من تقنيات صنع الاقتراح : نبرة الصوت Tone of Voice
قد تقترح نبرة الصوت اعتقادا أو توجها ما دون أن نذكر هذا الاعتقاد او التوجه بشكل صريح.
مثال
عندما يمسك احد المعلمين بطالب وهو يدخن في دورة المياه , هنا يتنبه المعلم
بأنه يجب عليه أن يبلغ عن هذا الطالب لكنه في نفس الوقت يحب هذا الطالب
ولا يريد ان تطبق عليه العقوبة القصوى, لذلك يدخل هذا المعلم بابتسامة
وهدوء إلى غرفة المدير ويختار الوقت المناسب ثم يقول "بالمصادفة وأثناء
عبوري عند دورة المياه لمحت احد الطلاب المتميزين يدخن."
استخدم المعلم هنا ثلاث تقنيات :
1- دخوله الهادئ وابتسامته ونبرة صوته المنخفضة واختيار الزمن المناسب تحوي بأن الموضوع ليس بتلك الخطورة
2- استخدامه تعبيرا لطيفا وهو "لمحت" بدلا من "قبضت " لتخفيف حدة الكلمات.
3- كلمته "أحد الطلاب المتميزين" حاول فيها الحصول على تعاطف المدير مع هذا الطالب.
المعلم هنا لم يذكر بوضوح بأنه يريد من المدير أن يتسامح مع الطالب لكن طريقته في العرض تدعو "تقترح" المدير للتسامح.
في الجانب المقابل قد " يدخل المعلم مكفهر الوجه غاضبا إلى مكتب المدير
وبنبرة حادة يقول : لقد قبضت للتو على أحد الطلاب وهو يدخن بشراهة في أحد
دورات المياه"
المعلم هنا لم يذكر بوضوح بأنه يريد "يقترح" المدير أن يعاقب الطالب, لكنه بالتأكيد وضع المدير في ذلك الإطار.
التقنية الخامسة من تقنيات صنع الاقتراح : التجاور Juxtaposition
عباراتان لا علاقة لهما ببعضهما لكن بسبب تجاورهما نتج عن ذلك اقترح ما.
مثال
تخيل أنك دخلت على موقع صحيفة "الوهن" أو اشتريتها فقرأت العنوان التالي :
فساد إداري وسوء تنظيم في بعض الجهات الحكومية
ثم بجواره مباشرة
هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تفتتح فرعا جديدا
لم يتم ذكر أي شيء في العنوان الأول عن الفساد الإداري في هيئة الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر لكن احتمالية أن يربط القارئ بين الموضوعين
ويستنتج شيئا ما "مقترح" غير مستبعد.
خاتمة
عندما نستخدم لغة الاقتراحات فإننا نعبر عن موافقتنا أو عدم موافقتنا من
من خلال تقنيات محددة دون أن يكون هناك أدلة حقيقية تدعم موقفنا وعندما
يسمع الآخرون رأينا مدعوما بتقنية من تقنيات الاقتراح فإن هذا قد يقودهم
ذلك إلى الموافقة على مانريد بشكل تلقائي. الأدلة هنا قد تكون ضعيفة أو غير
منطقية أو قد لايكون هناك دليل إطلاقا يدعم رأينا لكن تقنيات صنع الاقتراح
تخفي هذه الحقيقة.
خالد الجديع
المراجع
1- اللامنطق للمؤلف روبرت قول
2- الاستدلال الناقد للمؤلفة آني ثومسون
مقدمة
ماذا نقصد بالاقتراح
هو الشيء الذي نريد أن نقنع الآخرين به أو يريد الآخرون اقناعنا به لكن
لايتم ذكره بشكل مباشر لعدة أسباب وتقوم تقنيات صنع الاقتراحات بمساعدة
الاقناع من خلال تقنياتها المتعددة.
فكلماتك بالطيع تدل على معان أخرى غير الحروف المكتوبة , فهي تقدم إشارات
إلى المعتقدات أو الاتجاه أو الرغبة التي لم يتم ذكرها, فالاقتراح قد :
- يوصل فكرة إلى ذهن المستمع
- أو يقوده إلى استنتاج ما
- أو يقوده إلى قبول اعتقاد أو سلوك .
- وكل هذا دون وجود دعوة صريحة إلى ذلك.
تقنيات صنع الاقتراحات
يوجد هناك تقنيات متعددة لصنع الاقتراحات منها : التلميحات , التأكيدات
اللفظية , الانتقاء , نبرة الصوت , أسلوب التعبير, اختيار الكلمات ,
التجاور , التفاصيل الزائدة , الكلمات المصورة , اللغة الرنانة , الكلمات
السلبية .
في هذا المقال سوف نتحدث خمس تقنيات لصنع الاقتراحات وهي : التلميحات , التأكيدات اللفظية , الانتقاء , نبرة الصوت , التجاور .
التقنية الأولى من تقنيات صنع الاقتراح : التلميحات Hints
من خلال تقنية التلميح قد نحقق مانريد دون أن نطلبه بشكل صريح وقد نؤثر على
مشاعر الآخرين بشكل مؤلم وهذا التلميح إما أن يكون مخططا له بدهاء أو قد
يحدث بطريقة تلقائية. عندما يلمح شخص فإنه قد يكون يختبر الآخرين بتلميحه
هذا وهو ما نسميه "جس النبض" بمعنى أنه يحاول أو يكتشف رد فعل الآخر لما
يريده, او قد تستخدم التلميحات لمعرفة ما يدور في أذهان الآخرين.
مثال 1 :
أحمد تعرف على هدى في أحد المنتديات الحوارية وأصبح يراسلها بالبريد
الإلكتروني إلا أن أحمد يريد أن يتقدم خطوة إلى الأمام في علاقته مع هدىلكي
ينتقل معها إلى المسنجر لكنه يخشى أن يكون صريحا معها. أحمد هنا متردد
أن يقول مايدور في ذهنه وأن يطلب من هدى بشكل صريح أن تضيفه إلى المسنجر.
وفي أحد رسائل أحمد قال لها : أحيانا يكون المسنجر طريقة أسهل للتواصل
وتبادل الأفكار ولفهم أكثر عمقا.
هنا سوف يكون هناك ثلاثة ردود أفعال متوقعة لهدى :
1- إذا وافقت هدى احمد على فكرته بحماس فإن أحمد سوف يشعر بالثقة
والأمل أكثر وسوف ينتقل إلى الخطوة التالية ويطلب منها مايريد بشكل صريح.
2- أما إذا أحجمت هدى ولم تتفاعل معه فإن أحمد سوف يكون أكثر حذرا في المرات القادمة
3- وأما إذا قالت هدى "لا" فإنه لن يشعر بالإحراج لأنه لم يطلب منها ذلك صراحة
لاحظ أن أسلوب التلميح ساعد أحمد على اكتشاف رد فعل هدى دون أن يلزم نفسه بموقف محدد
مثال 2
الزوج والزوجة يمران مساء بجوار أحد المطاعم الصينيه فتشعر الزوجة برغبة
بأن يتوقفا للعشاء فيه لكنها تخجل من ذكر ذلك صراحة فتقول "يبدو أن هذا
المطعم متميز في تقديم الوجبات الصينية" .
تعليقها السابق سوف يجعل اتخاذ القرار في يد زوجها فإذا لم يتفاعل زوجها فإنها على الأقل وفرت على نفسها الم الرفض
حواجز الحماية التي توفرها تقنية التلميحات
يوجد هناك اناس يقولون ما يريدون بشكل مباشر ويتقبلون أي رد مهما كان دون
انزعاج لكن الكثير يجدون صعوبة في الإفصاح عن ذلك بلغة مباشرة فهم بحاجة
إلى حواجز حماية وهذا ماتوفره تقنية التلميحات. البعض يعتمد على تقنية
التلميحات للحفاظ على مشاعره والبعض يريد أن يتجنب "لا" لأنها قد تعني
النهاية وهو لا يريد الوصول إلى تلك النقطة.
التقنية الثانية من تقنيات صنع الاتقراح: التوكيدات الملفوظة Accent
يمكن أن يكون لنبرة الصوت وحدها دورة كبير في صنع الاقتراح وذلك عند تركيزها على كلمة ما.
مثال
يقول أحد المعلمين أمام زملائه خارج العمل وفيهم المهندس والموظف وغيره : "أنا لا أتعمد أبدا ان أهمل في عملي كمعلم"
إذا غير المتحدث تبرته عند كلمة "أنا" فقد يشير المتحدث "يقترح" بشكل غير مباشر بأنك أنت أو غيرك من الحضور يهمل في عمله.
أما إذا غير المتحدث نبرته عند كلمة "أتعمد" فإن المتحدث قد يقصد أنه قد يهمل لكن دون أن يتعمد ذلك.
أما إذا غير نبرته وشدد صوته عند نطق كلمة "معلم" فإنه قد يلمح "يقترح" بأن احدا ما غير المعلم من الحضور يهمل في وظيفته.
إذا كانت هذه الكلمات مكتوبة وليست منطوقة فإن القارئ يمكن أن يفهم
"الاقتراح" الذي يكمن وراء كلمات الكاتب من خلال لون الخط أو حجمه أو تكرار
الكلمات وسيأتي ذلك مفصلا.
التقنية الثالثة من تقنيات صنع الاقتراح : الانتقائية Selection
يمكن لشخص أن يدعم رأيا أو اعتقادا من خلال الاختيار الانتقائي للأدلة أو الأحداث أو الأفكار.
مثال
عندما يسأل أب ولده "كيف هو مستواك في مادة الرياضيات لهذا الفصل ؟ "
يجيب الولد مباشرة "الحمد لله, لقد حصلت على 95% في آخر اختبار"
هذه العبارة قد تخفي ورائها حقيقة أن هذا الولد فشل في جميع الاختبارات.
إذا توقف الأب عند هذا الحد فسوف يكون مسرورا ويعتقد بأن ولده من المتميزين
في مادة الرياضيات.
مثال 2
إذا سأل أحمد خالد هل تسافر كثيرا خارج المملكة ؟
يجيب خالد مباشرة ""يااااه , مدينة دمشق من أجمل المدن التي سافرت لها ! "
هذه العبارة قد تخفي ورائها حقيقة أن خالد لم يسافر إلا إلى مدينة دمشق
لكنها في نفس الوقت قد تعطي انطباعا خاطئا لأحمد بأن خالد كثير السفر
للخارج.
التقنية الرابعة من تقنيات صنع الاقتراح : نبرة الصوت Tone of Voice
قد تقترح نبرة الصوت اعتقادا أو توجها ما دون أن نذكر هذا الاعتقاد او التوجه بشكل صريح.
مثال
عندما يمسك احد المعلمين بطالب وهو يدخن في دورة المياه , هنا يتنبه المعلم
بأنه يجب عليه أن يبلغ عن هذا الطالب لكنه في نفس الوقت يحب هذا الطالب
ولا يريد ان تطبق عليه العقوبة القصوى, لذلك يدخل هذا المعلم بابتسامة
وهدوء إلى غرفة المدير ويختار الوقت المناسب ثم يقول "بالمصادفة وأثناء
عبوري عند دورة المياه لمحت احد الطلاب المتميزين يدخن."
استخدم المعلم هنا ثلاث تقنيات :
1- دخوله الهادئ وابتسامته ونبرة صوته المنخفضة واختيار الزمن المناسب تحوي بأن الموضوع ليس بتلك الخطورة
2- استخدامه تعبيرا لطيفا وهو "لمحت" بدلا من "قبضت " لتخفيف حدة الكلمات.
3- كلمته "أحد الطلاب المتميزين" حاول فيها الحصول على تعاطف المدير مع هذا الطالب.
المعلم هنا لم يذكر بوضوح بأنه يريد من المدير أن يتسامح مع الطالب لكن طريقته في العرض تدعو "تقترح" المدير للتسامح.
في الجانب المقابل قد " يدخل المعلم مكفهر الوجه غاضبا إلى مكتب المدير
وبنبرة حادة يقول : لقد قبضت للتو على أحد الطلاب وهو يدخن بشراهة في أحد
دورات المياه"
المعلم هنا لم يذكر بوضوح بأنه يريد "يقترح" المدير أن يعاقب الطالب, لكنه بالتأكيد وضع المدير في ذلك الإطار.
التقنية الخامسة من تقنيات صنع الاقتراح : التجاور Juxtaposition
عباراتان لا علاقة لهما ببعضهما لكن بسبب تجاورهما نتج عن ذلك اقترح ما.
مثال
تخيل أنك دخلت على موقع صحيفة "الوهن" أو اشتريتها فقرأت العنوان التالي :
فساد إداري وسوء تنظيم في بعض الجهات الحكومية
ثم بجواره مباشرة
هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تفتتح فرعا جديدا
لم يتم ذكر أي شيء في العنوان الأول عن الفساد الإداري في هيئة الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر لكن احتمالية أن يربط القارئ بين الموضوعين
ويستنتج شيئا ما "مقترح" غير مستبعد.
خاتمة
عندما نستخدم لغة الاقتراحات فإننا نعبر عن موافقتنا أو عدم موافقتنا من
من خلال تقنيات محددة دون أن يكون هناك أدلة حقيقية تدعم موقفنا وعندما
يسمع الآخرون رأينا مدعوما بتقنية من تقنيات الاقتراح فإن هذا قد يقودهم
ذلك إلى الموافقة على مانريد بشكل تلقائي. الأدلة هنا قد تكون ضعيفة أو غير
منطقية أو قد لايكون هناك دليل إطلاقا يدعم رأينا لكن تقنيات صنع الاقتراح
تخفي هذه الحقيقة.
خالد الجديع
المراجع
1- اللامنطق للمؤلف روبرت قول
2- الاستدلال الناقد للمؤلفة آني ثومسون
وهج النجم- الجنس :
عدد المساهمات : 112
النقاط : 54059
التقييم : 8
تاريخ التسجيل : 2010-03-05
Similar topics
» التفكير الجماعي لا يضاهي عبقرية الفرد
» لكي لاتكون فريسة لمشاعرك .. تعرف على مغالطات اللغة العاطفية
» فكِّر حتى يؤلمك التفكير !!
» أقوال في التفكير الإيجابي والطمأنينة النفسية
» التخلص من التفكير السلبى والأفكار السلبية
» لكي لاتكون فريسة لمشاعرك .. تعرف على مغالطات اللغة العاطفية
» فكِّر حتى يؤلمك التفكير !!
» أقوال في التفكير الإيجابي والطمأنينة النفسية
» التخلص من التفكير السلبى والأفكار السلبية
Page 1 of 1
Permissions in this forum:
You cannot reply to topics in this forum