علومي
Would you like to react to this message? Create an account in a few clicks or log in to continue.

محمد خير الدين أسبير ,عالم ، شاعر ، أديب ، مربي

Go down

محمد خير الدين أسبير ,عالم ، شاعر ، أديب ، مربي Empty محمد خير الدين أسبير ,عالم ، شاعر ، أديب ، مربي

Post by evergreen Fri Feb 17, 2012 6:33 pm

اعلام علماء الشام




محمد خير الدين أسبير
عالم ، شاعر ، أديب ، مربي
(1311ـ1391هـ/1893ـ1971 م)

نسبه ومولده:


هو الشيخ الفاضل الشاعر
الأديب المربي القدير الأستاذ محمد خير الدين بن الشيخ محمد بن الشيخ مصطفى
إسبير الحلبي الحنفي ، من أسرة علم وفضل ..

ولد رحمه الله في محلة ( الملنيدي ) بحلب عام 1893 م .. ونشأ فيها وتعلم .

دراسته:


تلقى علوم القراءة والكتابة والفقه والتفسير والحديث ، على والده ، إمام جامع المحلة .
كما لازم علامة حلب الكبير الشيخ محمد نجيب
سراج الدين ، رحمه الله ، وكان يستشيره في مهمات أموره ، ثم لازم من بعده
ولده البار الشيخ العلامة المحدث عبد الله سراج الدين ، رحمه الله ، وكذلك
لازم الشيخ الصالح مصطفى الدار عزاني الهلالي ، رحمه الله ، أكثر من خمسة
عشر عاماً ، وكان يقربه منه ، ويقول له: أنت ولدي في الروح .. كما عاصر شيخ
مشايخ القراء بحلب السيد أحمد أبو التيج المدني رحمه الله .



أعماله:


أسس في العشرينيات مدرسة أهلية عرفت باسم ( دار الفلاح الإسلامية ) بجامع السلطانية أمام باب القلعة .
وقام بإدارة المدرسة بصفوفها الأربعة ، وعلم فيها مدة خمسين سنة تقريباً ، وخاصة علوم الحسابات التجارية ( الدوبيا )..
فهو مؤسس ومدير دار الفلاح ، ودار المحاسبة في حلب من عام 1923 م حتى عام 1971 م .
خدم العلم بهمة ونشاط مدة خمسين عاماً ،
فكانت له الأيادي البيضاء على أجيال متعاقبة ، وتخرجت على يديه نخبة كبيرة
من علماء حلب العاملين .

كان أديباً ذواقاً للشعر العربي ، حقق مكانة متميزة في الأوساط الأدبية والاجتماعية .
واشتغل بعلم الحساب ( الدوبيا ) وكان فيه لا نظير له .
وتسلم مدرسة دار الفلاح السلطانية ، فكان
مديرها والمدرس فيها ، وخرج جيلاً كاملاً ، وكان من طلابها الشيخ الفاضل
الجليل عبد الله سراج الدين ، فإنه درس فيها سنتين ، تعلم خلالهما القرآن
الكريم وشيئاً من التجويد والفقه والنحو ، ثم انتقل إلى المدرسة الخسروية .
وغلب على الشيخ محمد أسبير ،الأدب والشعر.

في أيام الدولة العثمانية وما تلاها من عهد
الانتداب ، عمل على إنشاء مدرسة الفلاح السلطانية ، وعمل على رفع الأنقاض
من المسجد وترتيبه ، وجعل منه مدرسة ، وكانت أول وأكبر مدرسة أهلية تقام في
ذلك الحين في حلب ، باستثناء بعض المدارس ، وكان يعاونه فريق من الأساتذة ،
منهم المقرىء الشيخ عثمان المصري ، والشيخ عمر الباذنجكي ، والشيخ العلامة
اللغوي الأديب المعمر أحمد القلاش ، والشيخ الشاعر الأديب الفقيه بكري رجب
البابي الحلبي ، وكان الشيخ محمد أسبير يعطي الراغبين بعد التخرج دروساً
خاصة في علم الحسابات التجارية ( الدوبيا ) إذ كان المدرس البارع فيها . وظل يقوم بالإمامة في مسجد السلطانية بجانب قلعة حلب ، مجاناً لسنوات طويلة .



إجازاته:


وقد أجازه الشيخ يوسف داده
الحلبي بالحديث المسمى: حديث الرحمة المسلسل بالأولية ، وحديث المصافحة
وأجاز الشيخ محمد خير الدين أسبير ، بهما الشيخ المحدث عبد الله سراج الدين
الحسيني الحلبي .



شعره:


نظم الشعر في سن مبكرة ،
وتناول في شعره معظم الأغراض الشعرية ، ولا سيما الإلهيات والنبوات ،
والمديح والوصف والرثاء والإخوانيات والنصائح والوصايا ، وغير ذلك ..

أما المديح:
فقد مدح كثيراً من العلماء والأدباء ، ومنهم: الشيخ العلامة أبا العباس الرشيدي ، وذلك عندما زار حلب ، في سنة ( 1350 هـ ) ، ومدح شاعر حماة والعاصي بدر الدين الحامد ، بقصيدة قال في مطلعها:


لا زلت بدر الدين في أفق iiالعلا
روع أفاض على يراعك iiحكمة
سطر على صفحات قلبي ما iiغدا
سـطر فمرآة النفوس iiصحائف
أيد نصوص الشرع وارفع شأنها



تـمـحو بنورك ظلمة iiالأوهام
مـن مـحكم التنزيل iiوالأحكام
يـوحي ضميرك بهجة iiالإسلام
من وحي ما يحوي الفؤاد iiالهامي
مـا تروي الثقات وقدوة iiالأعلام
كما مدح الشيخ القارىء المقرىء أحمد أبا التيج المدني ، وهنأ العلامة المحدث الشيخ محمد راغب الطباخ مؤرخ حلب رحمه الله ، وذلك عندما عين مديراً للمدرسة الخسروية ، فقال من قصيدة:


أعـميد مدرسة العلوم iiمديرها
بـل إنـها حقا بكم فلها الهنا
فـإدارة الـعلماء هالة iiلبكم
سيعيد مجد الخسروية حزمكم


إنـي بـتـهنئتي إليكم أرفع
فـيكم تفوق وبالمعالي iiتبرع
وسـنـاء مجدكم كبدر iiيسطع
ونـباهة الطلاب فيكم iiترجع
والشيخ يوسف المولوي ، والفنان أحمد الفقش ، وهنأ الأستاذ ساطع الحصري ، بمولوده ( خلدون ) ،
كما هنأ أستاذنا الفاضل أحمد مهدي الخضر ، بوزارة الأوقاف ( 1962 م ) بقصيدة مطلعها:



يـا (أحـمد) الأدبا سليل iiالعاملين
(لـوزارة الأوقـاف) جـئت iiمهنأ
مـاذا أقـول بوصف أخلاق سمت

يا بهجة العلما و(مهدي) الناهضين
بـك قدوة النجباء عين المخلصين
بك مذ نشأت فكنت أسمى الناجحين
ومدح المنشد الحاج نعمان حبوش ، بقوله:


إن رمت خلا وافر iiالإحسان
يرعى المودة والأخوة iiمخلصا
مـتفانيا بمحبة المولى iiوفي
هـذا سلوك الأتقياء iiالأصفيا


فز بالوفي الفاضل ( النعمان )
ألـفـيـته من خيرة iiالإخوان
أربـاب أهـل العلم والعرفان
والـنـائـلين سعادة iiالإيمان
وقرظ كتاب: ( الإمام الحسين : من المهد إلى اللحد ) ، لمؤلفه الأستاذ عبد الرحمن بن الشيخ الفاضل
عبد الجواد البوادقجي الحلبي ، بقصيدة قال فيها:



أبـشـر أيا شبل الصفي iiبعلمه
فـلـقد نبغت تجد في طلب iiالعلا
ألـفـيت ما ألفت من نشر iiالثنا
وبـثـثـت نور العلم في iiطياته
وأجـدت في نثر اللآلىء iiواصفا
عـلـم شريف خص في iiتعريفه
حـب الـنـبي وآله هو iiواجب





الـعـارف ( الجواد ) والموهوب
مـن كـل عـلـم نافع iiمحبوب
بـكـتابك الباهي السنا iiالمرغوب
ورددت كـيـد الجاحد iiالمحجوب
آل الـنـبـي وسبطه iiالمنسوب
مجد ( الحسين ) بأصله المحسوب
ورضـاء ربـك غاية iiالمطلوب
كما كتب قصائد ألقيت بأسماء أناس آخرين ..
وأما الرثاء:
فقد رثى شيخه العلامة الجليل محمد نجيب سراج الدين ، رحمه الله تعالى ، بقصيدة بلغ عدد أبياتها
( 23 ) بيتاً ، قال في مطلعها:



مـولاي من سحب العلا أغدق iiعلى
فهو ( النجيب سراج هذا الدين ) من
عـلـم بـتـوحـيد الإله iiتفقهت
هـو كـوكب الإرشاد مفرد iiعصره
إلـقـاؤه حـكـم بـأبـلـغ iiحكمة
وبـدائـع الألـفـاظ فـي iiأجيادها




شـهـم بـه تـسـتـرشد iiالعلماء
بـسـنـا هـداه تـنـجب iiالنجباء
مـن بـحـر عـرفـان به iiالفقهاء
فـلـه عـلـى فـلك الرشاد iiلواء
وحـديـثـه انـبـهرت به iiالبلغاء
عـقـد عـلـى طول المدى iiلألاء


يتبع
evergreen
evergreen

الجنس : Female

عدد المساهمات : 1497
النقاط : 61918
التقييم : 34
تاريخ التسجيل : 2010-02-03

https://3loomi.forumotion.com

Back to top Go down

محمد خير الدين أسبير ,عالم ، شاعر ، أديب ، مربي Empty Re: محمد خير الدين أسبير ,عالم ، شاعر ، أديب ، مربي

Post by evergreen Fri Feb 17, 2012 6:34 pm

كما رثى ولده البكر ماجد ، وكان وحيداً ، عندما توفي ، وكان والده في استانبول ، بقصيدة جاء فيها:



أهـديـك يـا ولـدي الـحبيب iiسلامي
أصـبـحـت يـا ولـدي نـحيلا iiبعدما
وحللت في ( اسطنبول ) شخصك حاضر

وأبـث حـزنـا قـد جـرى iiبـعظامي
فــارقـت سـوريـة بـلاد iiالـشـام
بـعـد الـفـراق أيـا بـنـي iiأمـامي
و رثى ابنتيه مجيدة وحميدة ، ورثى والده المتوفى سنة ( 1328 هـ ) وكذلك والدته المتوفاة سنة
( 1349 هـ ) ، وأخاه عبد الرحمن ، ورثى خاله الشيخ الصالح محمد غنوم شيخ الطريقة السعدية ، المتوفى سنة ( 1339 هـ ) .
كما رثى صديقه الشيخ يوسف المولوي شيخ الطريقة المولوية ، وصديقه الشيخ أحمد الحربلي ،
وصديقه العلامة الرشيدي الشيخ أحمد سراج الدين الترمانيني ، وغيرهم ، رحمهم الله تعالى .
إنتاجه الأدبي:
له ست مجموعات شعرية ، هي:
1ـ نسمات الصفاء في ذكريات الأخلاء .. ( إخوانيات ) .
2ـ نفحات مسك في روضات نسك .
3ـ المحفوظات الأخلاقية للناشئة الإسلامية، وهي مجموعة قصائد وأناشيد أخلاقية وتهذيبية وتربوية للناشئةقرظها عدد من العلماء والأدباء .
4ـ آفة السفور والصهيونية في العالم الإسلامي .. وهي قصيدة طويلة : قال في مقدمتها:
ثم اطلع عليها صاحب المواقف السامية فضيلة
العالم الأديب والشاعر اللبيب أحد مدرسي معهد العلوم الشرعية بحلب الأستاذ
الكريم الشيخ بكري رجب فأثنى عليها ، وقال:

إنها قصيدة نضال حر ، وكفاح نزيه ، في هذا الزمن الذي لم نر أشد منه تهتكاً وإلحاداً .
وقد انتدب أيده الله لشرحها فكساها حلة
خضراء من بيان شرحه البليغ فعسى أن تنال من أرباب الذكاء والإنصاف آذاناً
صاغية وقلوباً واعية وأن ينفع الله بها من يريد هدايته إلى الصراط السوي .

5ـ ذكريات البقاع المقدسة .. قصيدة طويلة عن مكة والمدينة والبقيع ، فقد حج واعتمر أكثر من مرة ..
6ـ الحقائق الجلية في قلائد الهمزية .
وهي ملحمة ، زاد عدد أبياتها عن ( 1100
) بيتاً ، وجعل لكل موضوع منها باباً ، وقد اطلع على هذه القصيدة الكثير
من العلماء العاملين والأدباء المنصفين في حلب الشهباء وغيرها ، فنالت غاية
الاستحسان .. وقرظها عدد من العلماء والأدباء ، منهم:

فرضي حلب وشيخ قرائها الشيخ محمد نجيب خياطة رحمه الله ، ومما قال:
وبعد فقد أطلعني الأخ الأستاذ السيد محمد
خير الدين أسبير على نظم الهمزية التي سماها ( الحقائق الجلية في قلائد
الهمزية ) فنزهت بمحاسن رياضه الناظر فرأيته ملك بشعره المشاعر كيف لا وهو
شعر أرق من النسيم وألذ من العافية للسقيم تنقل فيه من غزل إلى توحيد ومن
أدب إلى مديح ومن مواعظ إلى أخلاق .




لـلـه در iiمـصنف
أبـيـاتـه iiمـزدانة
أبـحـاثه قد iiزينت
قـد صـاغه iiحساننا
لا تـسـتـقلوا iiقدره



أبدى لنا الخلق iiالمتين
بحلاوة اللفظ iiالرزين
بحلى الشريعة واليقين
فعلا على الدر iiالثمين
فـالدين حلياه iiالمبين
حقاً انه لا يستغني عنه مسلم حيث جمع فيه الدين والأخلاق ، فلم يبق باباً إلا ولجه ، ولا ظريف معنى
إلا استخرجه ، بهمة قعساء ، وجد قوي ، ونشاط علي .


لا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها
فجزاه الله خيراً على ما أسداه ، ونفع به من حواه ، وصلى الله على سيدنا محمد ومن والاه .
كما قرظها العلامة المحدث الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله بقوله:
وبعد فقد أطلعني الأستاذ الكريم السيد محمد خير الدين إسبير المحترم ، على ديوانه المسمى:
( الحقائق الجلية في قلائد الهمزية ) فسر
له قلبي وانشرح له صدري ، لما انتظمه من أنواع المحامد والثناء والضراعة
والدعاء لرب الأرض والسماء ، ولما تظمنه من آداب وعظات وإرشادات وذكريات
ينتفع بها اللبيب ويعتبر بها الأريب .

كما قرظها قاضي حلب الممتاز الأستاذ الشيخ عبد الوهاب التونجي فقال:
... وتتجلى روح الأستاذ الخيرة النيرة في
ديوانه الجديد فهو نفثة من نفثات الروح التي خبرت المجتمع فوصفته وصفاً
واقعياً تجلى في مختلف المواضيع التي طرقها ، فللأستاذ الكريم جزيل الشكر
وعظيم الأجر .

كما قرظها شعراً ، صديقه ، ( فتى أريحا وشاعر الفن والعاطفة والروح ) المربي الفاضل الأستاذ أحمد الجسري رحمه الله ، وكان بينهما مراسلات ، فقال:
أخي الكريم الأستاذ محمد خير الدين أسبير:


باسم الأخوة والمودة والوفاء إني إليك بما ترى أتقدم
ثم قال:
أي فيض من سنا هدي المعان : يتدفق
أي حلم دونه أسمى المعاني : تتحقق
أي صبح زانه روض المعاني : حين أشرق
منحة عز اجتناها
نفحة يجلى هداها
صاغها الإخلاص من نور مبين
بين شعر جرسه ناي وعودان تكرر
ومعان فيضها عذب الورود فهي كوثر
هم بها يا صاح عن هذا الوجود وتحرر
لا ترم عنها براحا
تشهد الإلهام راحا
فهي روح وهي راح المخلصين
قف بنا إن شئت تستجلي خفايا ذا المؤلف
كي ترى الإبداع يبدو في ثنايا كل موقف
إن في ذا السفر من سامي المزايا ما يشرف
زهرة من كل روض
رشفة من كل حوض
فهي كنز بل هو الدر الثمين
فرد عليه الشيخ الشاعر محمد أسبير بقوله:


يـا ( أحمد ) الأحباب أرباب iiالوفا
واقـبـل كـتـاباً بالبها iiأتحفته
أولـيـتـنـي بـبديعة لم iiأنسها
قـد لاح من وحي المعالي iiوالنهى
لـذاتـه تـزداد فـي iiتـكـراره
فـإلـيك شكري مع كمال iiتحيتي
وإلـيـك مـن غرر الثنا ما مغرم





بـالوصل جد وأزل دياجير iiالجفا
وبراح نظم طاب في روض الصفا
شـعـر لمن روح الخلوص iiتلطفا
فـالـذوق مهما نال منه ما iiاكتفى
كـالـشهد صرف مذاقه فيه الشفا
مـا لاح بـدر في البرايا iiواختفى
شـوقـاً لآثـار الحبيب قد iiاقتفى
كما قرظها العلامة الشيخ الخطيب الأديب القاضي المفتي الأستاذ محمد الحكيم رحمه الله بقوله:
وبعد فقد اطلعت على القصيدة الغراء لناظمها الأستاذ المربي الكبير الشيخ محمد خير الدين أسبير ، وهي
( الحقائق الجلية في قلائد الهمزية ) فوجدت
فيها أثر الجهود السامية والتتبعات الطيبة الراقية ، لصائغ عقودها الأستاذ
الفاضل ، وإذا بها من جملة مساعيه التربوية في هذه الحياة المليئة بالكفاح
، وكان كفاح

الأستاذ مجيداً ونضاله عظيماً ، خصوصاً وقد
أفاض في الكلام عن الحب الإلهي والحسن السرمدي ، وأشاد بالقرآن الكريم
وببلاغته وفصاحته ، وتكلم عن بعض أهدافه ومقاصده ، ثم تعرض بعد ذلك إلى
البحث في هدي الإسلام ، وشيء من مآثر محمد خير الأنام ، ثم أفاض في الآداب
والحكم فأجاد ، ولا عجب لأنه المربي القدير والأستاذ الكبير ، ولا ريب أن
النفع بها سيكون عظيماً للإخلاص في العمل والصدق في المنهج .

أسأل الله أن يديم نفعه ويكثر من أمثاله .
وقرضها ابن عمه ، الأديب الكاتب عبد الله البكري من دمشق ، وكان بينهما مراسلات ، فقال:
وبعد لقد اطلعت على القصيدة الغراء المسماة
( الحقائق الجلية في قلائد الهمزية ) فألفيتها روضة نضرة باسمة الثغر
عبيرها أطيب من نشر الزهر ألفاظها أرق من السحر الحلال ومعانيها ألطف من
نسيم الشمال كيف لا وناظمها الأديب الفاضل المربي الكبير الأستاذ محمد خير
الدين أسبير ، الذي قام بتعليم وتهذيب أبناء وطنه حق القيام ، منذ أكثر من
أربعين سنة وهو يغرس في النفوس المبادىء الإسلامية السامية ، بجد وهمة شماء
.. وقد نهج الأستاذ نهج والده الشيخ محمد رحمه الله ، المعروف بعلمه
وعرفانه وزهده ، واقتفى آثار أجداده العلماء العاملين منهم القضاة
والمدرسون .. إلى أن قال: ولا مبالغة فيما أدعيه ولا غلو فيما أمليه:

إن هذه القصيدة تحلت وتزينت بفرائد ظهرت من
وحي اللب السليم والفكر الثاقب والرأي السديد ، لم ينسج على منوالها ناسج ،
فهي ( لعمر الحق ) جديرة وحرية بأن تتلى على المسامع ، وأن تسطر على صفحات
الصدور ، لما فيها من إرشاد قويم ، ونصح حكيم ، صادرين عن نفس حرة أبية ،
طاهرة مخلصة ..

فهي تصف نفسها بنفسها ، وهي الدواء الشافي
للقلوب والأرواح .. فلا فض فوك ، الذي لا ينثر إلا درراً عالية ، ولا ينظم
إلا قلائد غالية ، تتحلى منها أجياد الأجيال ..

كما نشرت له بعض القصائد في بعض الصحف ، كقصيدته ( الذكاء الفطري ) التي اطلع عليها أحد علماء الأزهر ، فنالت إعجابه ، فنشرها في بعض الصحف المصرية ، ونقتطف منها هذه الأبيات:



شمس الحقيقة في الورى تترقب
طـوبى لمن يمحو دياجي iiجهله
إن الـكـريم هو النجيب iiبذاته

والـحـق بـدر طالع لا iiيغرب
بـهـما وللمجد المشرف iiيطلب
إلا الـلـئـيـم فـإنه لا iiينجب
و يقول:


كـم فـي الـورى من يدعي iiالعلم
كم في الورى من يدعي الفضل وذا
كم في الورى من يدعي العدل iiوإنه
كـم فـي الـورى من يدعي صدق
كم في الورى من يدعي حسن iiالوفا
كم في الورى من يدعي الإحسان بل
كـم في الورى من يدعي فوزا iiوفي
كـم مـن يجاهرك المحبة iiوالصفا






وتالله فـإن الـجـهـل فيه iiمركب
عـجـب فـإن الفضل منه iiيهرب
الـظـلـم والإجـحاف فيه iiمذهب
الـمـقـال وإنه في كل حال iiيكذب
ولـدى الـحـقـيقة خائن iiومذبذب
فـيـه الإسـاءة جـمـرها iiيتلهب
سـفـه الـمـقـال محقر iiومخيب
وبـسـره سـوء الـطـوية iiيلعب
إلا أن يقول:



أين الصديق المخلص الندب الذي
يا صاح فاحذر من أصيحاب iiفهذا
واسـمـع وكن متأملا فيما iiأقول
( لا خـير في ود امرىء متلون )
يـا دهـر هل من مخلص iiبفعاله



بـالـدين والشرع الشريف iiمهذب
الـدهـر نـادره الـخليل iiالطيب
تـجـاه قـوم بـالـنفاق iiتجلببوا
دومـا تـرى أطـواره iiتـتـقلب
أحـظى بصحبته فنعم المطلب ii..
رحلاته:
سافر الشيخ رحمه الله إلى مدينة استانبول للتجارة ، كما سافر إلى بيروت ، ودمشق ، وزار محدث الشام العلامة الشيخ الأكبر محمد بدر الدين الحسني ، رحمه الله تعالى ، في دار الحديث بدمشق ، ودعاه لزيارة مدينة حلب ، بقصيدة يقول في مطلعها:



بـقـدومـكـم تتشرف iiالشهباء
أشـرقـت بدر الدين في iiعليائه
( دار الحديث ) زهت بكم iiآثارها
فاهنأ أخا الشهم ( البخاري ) الذي
قـد فـقت أعلام الحديث iiرواية
وبلغت في شرف التواضع iiرفعة




وبـفـضـلـكم تتفاخر iiالعلماء
وقـد اسـتضاءت منكم iiالفضلاء
وسـتـقـتـفـي آثارها iiالنجباء
نـشـر الـحـديث فناله iiالنبلاء
لـرواتـه في صدرك iiالإحصاء
نـظـرت بـإجـلال لها العلماء
وقد لبى الشيخ المجاهد البدر الدعوة ، وقدم إلى حلب ، فاستقبله الآلاف من المسلمين ، واستقبله الشاعر بقصيدة مطلعها:



بشروق ( بدر الدين ) لاح هناؤنا
وبـيـارق البشرى لقد رفعت iiله
وتـعـطرت هذي الربوع بطيبه

واسـتـأنـسـت بقدومه iiشهباؤنا
وبـنـور مـظهره زهت iiعلياؤنا
وتـلألأت بـسـنـائـه iiأرجاؤنا
كما سافر الشيخ عن طرق البحر ، إلى مدن القاهرة والإسكندرية وطنطا ، في مصر ، وذلك في سنة
( 1343 هـ ) لإصلاح دفاتر تجارية في الإسكندرية ، عجز عن إصلاحها بعض المحاسبين ..
وفجأة توقفت الباخرة ،
وفي أخطر مكان ، ففزع الركاب ، إلى أن وصلت باخرة الإنقاذ ، وأخذت تشدها
بالحبال إلى الإسكندرية طوال الليل ، وبهذه المناسبة نظم الشاعر قصيدة
يناجي فيها ربه ، أن ينقذهم من هذه الشدة ، يقول في مطلعها:



أنـقـذ أيا مولاي iiمن
كـن راحماً فلأنت في
أنـت الحليم فكن iiلمن
فـالروح طاشت iiحيرة
والـعـين تذرف iiخشية
والـمـوج يلطم iiبعضه




فـي الـيـم قلت iiحيلته
الأهـوال ترجى iiرحمته
في الخطب ساءت حيلته
والـلـب شلت iiحكمته
والـقـلب زادت iiلهفته
والـبـحر هاجت iiلجته
evergreen
evergreen

الجنس : Female

عدد المساهمات : 1497
النقاط : 61918
التقييم : 34
تاريخ التسجيل : 2010-02-03

https://3loomi.forumotion.com

Back to top Go down

محمد خير الدين أسبير ,عالم ، شاعر ، أديب ، مربي Empty Re: محمد خير الدين أسبير ,عالم ، شاعر ، أديب ، مربي

Post by evergreen Fri Feb 17, 2012 6:35 pm

صفاته:
كان رحمه الله متواضعاً مخلصاً ، مربياً
فاضلاً ، محباً ومجلاً للعلم والعلماء ، يلبس عمامة بيضاء على طربوش أحمر ،
ويلبس نظارة ، وهو ذو لحية بيضاء قصيرة .

ثناء العلماء عليه:
قال عنه الشيخ الفاضل عبد الوهاب التونجي قاضي حلب الممتاز رحمه الله تعالى:
الأستاذ محمد خير الدين أسبير ، معلم ومربي
عدد كبير من أبناء هذا الجيل ، فله فضل كبير في تعليم الحساب التجاري لعدد
من أبناء البلد ، وتعليم القرآن الكريم لرواده ، ونشر القراءة والكتابة به
كل من تتلمذ عليه ، وهو فوق فضله وصلاحه ، قد دأب منذ زمن طويل على نظم
الشعر الإسلامي والأخلاقي ، في كل مناسبة من المناسبات وله في ذلك جولات
كثيرة .

ويقول الشيخ العلامة المحدث عبد الله سراج الدين رحمه الله تعالى:
ثم التحقت بمدرسة جامع السلطانية أمام قلعة
حلب بإدارة الشيخ محمد إسبير ، وكانت مدة الدراسة عنده أربع سنوات ، منها
القرآن الكريم والعلوم الدينية والحساب والنحو .. وكان الشيخ محمد إسبير من
جملة أساتذتي ثم صار يحضر دروسي مواظباً .

وقال عنه ابنه البار الأديب الإسلامي عبد المنعم أسبير حفظه الله:
سيّدي الوالد رحمه الله ، شاعر إسلاميّ، ومربٍّ له شهرته في مدينة حلب السّورية، ففي العام)1344هـ ) أسس مدرسة(دار الفلاحالإسلامية )وقام بإدارتها ودرّس فيها مع أساتذة آخرين المواد العربيةوالإسلاميّة كما درّس بنفسه مادة الحساب التجاري وأصول إمساك الدفاترالتجاريةالتي اشتهر بها في زمانه، ثم أغلقت المدرسة في العام( 1388 هـ ).وقد ألّفعدةدواوين صغيرة كان آخرها ديوان ( الحقائق الجليّة في قلائد الهمزية) الذيختميه أعماله الأدبية الإسلامية، قبيل رحيله عن حياة زاخرة بالعلم والتعليموقرضالشعر الإسلامي. ولكي أكون صادقاً معكم ومع نفسي، فإنني كنت مبتعداً عنأعمالهإبّان انشغالي بأعمالي وأسرتي وأسفاري في شبابي وكهولتي، وعندما تقاعدت عنالعمل وتفرّغت إلى هوايتي الأدبية التي كان لي فيها بشبابي محاولاتمتقطّعةومتباعدة، قررت أن أقوم بتحديث أعمال والدي، وتنظيمها وتنسيقها بطريقةتليق به،ومن خلال هذا العمل درستُ أعماله دراسة واعية متعمّقة، فعشت فيها وفيتفاصيلهامعنىً ومبنىً، فكان تأثري بنهجه وأسلوبه واضحاً في أعمالي . فللّه الحمدوالشكر،ولوالدي الرحمة والغفران ..
ومن أولاده أيضاً المحامي محمد فاتح أسبير ، والأستاذ عبد الهادي أسبير .. وغيرهم .
نماذج من شعره:
هذه أبيات من قلائد الهمزية ، بعنوان: مجالس الأنس والطرب وآداب السماع:



واسـمـع بـروحك لا بنفسك iiإنما
شـاهـد وهـم بمحبة الباري iiالذي
كـن حـاضراً قلباً إذا رمت iiالمنى
لا بـدع إن لـم يـطربن ذو iiغلظة
مـزج المعاني في الأغاني راق iiلي
إن غـرد الـشـادي أهـيـم iiتشوقاً
إنـشـاد شـاد مـن عـميق iiفؤاده
روحي لدى الذكرى تغيب عن السوى






جـل الـنـفـوس تشوبها iiالأسواء
بـدت الـمـحـاسـن منه iiوالنعماء
فـحـضـور قلبك في السماع iiجلاء
فـعـلـى الـفؤاد من الظلام غشاء
وهــمـا لـدي سـلافـة وغـذاء
فـيـمـن تـذوب بـحبه iiالأحشاء
لــفـؤادي الإرشـاد والإنـشـاء
ولـهـا بـجـنـات الشهود iiصفاء
هذه أبيات قالها عندما زار القاهرة:



روحـي بـكم iiولهانة
هـي لا تزال iiمشوقة
كم مدنف ألف الهوى

وبـحـبـكم iiحيرانة
وبـذكـركم iiنشوانة
والـلحظ صاد جنانه
وقال عندما كان في الإسكندرية ، يحن إلى موطنه حلب:


حب الديار وساكنيها في الحشا

لا أنثني عنها وإن واش وشى
فعسى
يعود الشمل بعد شتاته والله في الأشياء يفعل ما يشا

ثم زاد عليها أبياتا فيما بعد ، منها:


يا

نسمة الشهباء حين هبوبهامري بروحي فالغرام هوى بها
وهواؤك
الصافي يصيب به الهوىوالنفس ذابت في هوى محبوبها

وقال في حلب أيضاً من قصيدة:


يا بلدة الشهباء خير كيان

يا تحفة الأملاك والأوطان

من بعد ( مكة والمدينة ) فاق فضلك يا منائي أكثر البلدان


وجنان أنسك غردت أطيارها

فوق الغصون بأعذب الألحان
وسحرت
عشاق المعالي والصفا لما نظرت
بفاتر الأجفان
راح
المحبة في جمالك ذقتهكالشهد حول مراتع الغزلان

وهذه أبيات قالها في شبابه:


وإذا سـمـعـت تـغزلي بمحاسن
إنـي فطرت على العفاف iiمروءتي
والـعـقـل تـفـتنه المحاسن iiتارة
نـظـرات رب الـذوق فهي طليقة
مـن عاش يهوى المجد في أفق العلا



فـدع الـشكوك وظن بي كل iiالحسن
تـأبـى الـدناءة في السريرة والعلن
لـكـن عـقـل الـحر ما قط iiافتتن
في المبدعات ووصف روعات الزمن
لـم يـلـتـفت نحو المهالك iiوالفتن
ومن وصاياه لأبنائه وأحبابه:





أبـنـي أوصيكم على مر iiالزمن
وبـعـروة الدين القويم تمسكوا
صونوا كيان الشرع ذروة مجدكم
وطـن بـلا ديـن كـلام iiفارغ
فـالـدين يردع من تسول iiنفسه
كـم غـرت الـدنيا أناساً iiبعدما




بـأداء فـرضـكم وتأدية السنن
فـالناس تهوي في دياجير iiالفتن
وتـعاونوا حقاً على حفظ الوطن
كـم مـن غبي بالخداع قد iiافتتن
بـخـيـانـة أو بانتماء iiللخون
كـانوا مثالاً في ثنائهم الحسن ii؟!
قال هذه الأبيات عندما اعترته الأمراض ، في آخر حياته ، رحمه الله تعالى:



نفحات أنسي في الحديث الأنفس
كـم نـشـوة ذقـنا لذيذ iiمدامها
هـم ألبسوا نفسي بباب iiرحابهم
ولقد كسوا روحي بمشهد iiعطفهم
فنعيمي الإيمان في محض iiالرضا
قـد أبـدع الأكوان في iiتنظيمها




عـمـن بـحـبهم حياة iiالأنفس
لـمـا بـكاس الحب كنا iiنحتسي
فـي مظهر الإكرام حسن iiالملبس
حلل الصفاء من الحرير السندسي
وبـوصـف آلاء الأجل iiالأقدس
يـدري بـهـا لب الزكي الكيس
إلى أن يقول:


مولاي فامنحنا الأمان تفضلاً

وأعد لنا بالنصر بيت المقدس
إنا
وإن أودت بنا آثامنافمن الرجا في عفوكم لم نيأس

وقال هذه الأبيات باسمه لتكتب على قبره بعد وفاته رحمه الله:



( بمحمد خير ) الورى iiمستشفع
فعسى بتسميتي ومحض iiمحبتي
وأفوز في غرف الجنان iiبفضله
وقــال iiأيـضــا:
بـمـحـمد خير الورى iiمتوسل
وبـحسن تسميتي وخالص iiنيتي




يوم النشور من الخطايا iiوالذنوب
أحظى بما يرضاه علام iiالغيوب
بـين النعيم وبين أحباب iiالقلوب

فهو الوسيلة في دياجير الخطوب
أرجو رضا مولاي غفار iiالذنوب
محمد خير الدين أسبير ,عالم ، شاعر ، أديب ، مربي Adab18محمد خير الدين أسبير ,عالم ، شاعر ، أديب ، مربي Adab18 محمد خير الدين أسبير ,عالم ، شاعر ، أديب ، مربي Adab18
المراجع :
معجم أدباء حلب في القرن العشرين للشاعر أحمد دوغان .
مئة من مشاهير حلب للأديب عامر رشيد مبيض .
رابطة أدباء الشام ـ حوار مع ولده الأستاذ عبد المنعم أسبير عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية .
الحقائق الجلية في قلائد الهمزية ، للشاعر .
نسمات الصفاء في ذكريات الأخلاء ، للشاعر نفسه .. ومنه أخذت معظم هذه القصائد .
كتاب إعانة المجدين في تراجم أعلام المحدثين الحلبيين ، المجلد الثاني ، مخطوط ،
للشيخ أحمد محمد السردار ، رحمه الله .
كتاب صفحات من حياة الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله تعالى .
لمؤلفه العلامة الشيخ الدكتور نور الدين عتر حفظه الله تعالى .


http://www.alislamnoor.com/vb/showthread.php?t=11213
evergreen
evergreen

الجنس : Female

عدد المساهمات : 1497
النقاط : 61918
التقييم : 34
تاريخ التسجيل : 2010-02-03

https://3loomi.forumotion.com

Back to top Go down

محمد خير الدين أسبير ,عالم ، شاعر ، أديب ، مربي Empty Re: محمد خير الدين أسبير ,عالم ، شاعر ، أديب ، مربي

Post by Sponsored content


Sponsored content


Back to top Go down

Back to top

- Similar topics

 
Permissions in this forum:
You cannot reply to topics in this forum